مجتمع
انفراد.. شركة بالمنطقة الصناعية الحرة تتحايل على العمال لعدم دفع مستحقاتهم الكاملة من العطلة السنوية

تفاجأ عمَّال شركة «دينسو» اليابانيّة، في المنطقة الصناعية الحرة بطنجة، مطلع الأسبوع الماضي، بممارسات شاذة عن مدونة الشغل المغربيّة، حيث لجأت الشركة المذكورة في ظلّ الأزمة الاقتصاديّة، الَّتِي تمرّ منها، إلى حرمان العاملين فيها من مجموعة من الامتيازات كراتب فترة الاستراحة ومنحهم فترة «شوماج» واحتسابه عطلة مدفوعة الأجر بطريقة غير قانونيّة.
وأفادت مصادر خاصة لجريدة «لاديبيش الشمال» و موقع «لاديبيش 24» ، بأنَّ الشركة نهجت خلال هَذَا الإجراء، أسلوبًا يهضم حقوق العاملين وذلك بإخبارهم بأنَّهم في مرحلة «شوماج»، لكن بعد ما توصّلوا برواتبهم آخر الشهر، اكتشفوا أنَّ الشركة ذات الرأس المال الياباني، احتسبت فترة «الشوماج» عطلةً سنويّةً، وهو الشيء الَّذِي سيُقلّص من حجم الراتب السنوي، أي أنَّ العامل في الفترة الطبيعية يجب أن يعمل حوالي 191 ساعة في الشهر، وفي حالة عدم إتمامها يجب أن يتمّ دفع ثمنها كـ«شوماج» وليس احتسابه من راتب العطلة السنوية.
وكان العمَّال، قبل ذلك، قد لجأوا إلى مجموعةٍ من الخطوات الاحتجاجيّة الميدانية بالرغم من عدم توفرهم على مكتب نقابي، فإنَّ فعل مسؤولي الموارد البشرية في الشركة للعمَّال عجَّل بانتفاضة هؤلاء، مُطالبين بتنزيل موادّ وفصول مدونة الشغل بشكل كاملٍ؛ تماشيًا مع الممارسات والمعايير الدوليّة، والعمل، في إطار الحوار مع الأجراء، لوضع «آلية» للتعويض عن «الشوماج».
وفي نفس السياق، شهدت الشركة، خلال الشهر الأخير، عددًا كبيرًا من الحركات الاحتجاجية، مُطالبةً بتحسين وضعيتهم الاقتصاديّة والاجتماعيّة، في ظل محاولة الشركة الإجهاز على المكتسبات الَّتِي راكمتها الجماهير العمالية، خصوصًا أنَّ أجراء الشركة محرومون من تأسيس نقابة، وحتّى مهامّ مندوب العمَّال جدّ محدودة، ولا تُبرز أهمية النضال من أجل تحسين ظروف العمل.
ونتيجة ذلك، توجّه عددٌ من المتضرّرين إلى المفتشية الإقليمية للشغل بطنجة، من أجل إنصافهم، بخصوص الحيف الَّذِي تعرّضوا له، غير أنَّ المفتشية أجابتهم بضرورة كتابة شكاية جماعية، تضمّ تشخيصًا لجميع النقط، على أساس أنَّ يتكلف مفتش الشغل بعقد لقاءٍ مع مسؤولي الشركة وممثلي العمَّال للوصول لحلّ مُشترك يرضي الطرفين.
واعتبر مجموعةٌ من العمَّال في تصريحات للجريدة، أنّه رغم ما تحقّق من إنجازات مهمّة في مجال الحماية الاجتماعيّة للعمال بالمغرب، فإنّ واقع الحال في شركتهم يكشف عن أنَّ منظومة الحماية الاجتماعية ما زالت جزئيةً ومحدودةً، وغير مُنصفة وهشّة، ومن مؤشراتها أنَّ عددًا كبيرًا من العمَّال غير منخرطين بالصندوق الوطني للضمان الاجتماعي.
ويضيف هَؤُلَاءِ العمَّال في نفس التصريحات، أنَّ الشركة المتخصّصة في صناعة «مكيفات السيارات» لا تحترم المعايير الدُنيا لمدونة الشغل، ولا يحاولون تحفيز العمَّال والتقليص من هشاشتهم وتوفير الظروف الملائمة للعمل أمام انعدام الاستقرار في سوق الشغل.
وكانت مصادر مطلعة، قد أكَّدت للشركة في الأسبوع الماضي، أنَّ شركة «دينسو»، الكائنة بالمنطقة الصناعية الحرة تعيش على صفيح ساخن، بعد ما قرَّر عددٌ من العمَّال خوض احتجاجات، بعد تأخر صرف الأجور. كما أبرزت المصادر حينها، أنَّ إشكال صرف الأجور ومُقدّم الأجور مألوفٌ في الشركة؛ بسبب تهاون المسؤولين وعدم قيامهم بمهامّهم على أكمل وجه، الشيء الَّذِي جعل من الأجراء يرفعون شكاية لمدير الموارد البشرية، الَّذِي أكَّد لهم أنَّ مشكل تأخر صرف أجورهم راجع للبنوك ولا علاقة للشركة بذلك.
