آخر الأخبار
الوالي التازي.. بين تحديات الاستعداد لمونديال 2030 ومتمنيات فاسدين بإقالته

يُعدُّ الوالي التازي من أكثر الشخصيات، التي أثارت جدلًا واسعًا في الساحة السياسيَّة بطنجة، إذ بات رحيله عن منصبه محطّ تمنٍّ لدى كثيرين، وهو ما ترجعه مصادر لجريدة “لاديبيش” لأسباب تتعلق بحياد الرجل وقطعه الطريق على كثير من المفسدين وأباطرة العقار الذين يستغلون كل الظروف لتحقيق مصالحهم الشخصيَّة، وهو ما لم يعد خافيًّا على أحد، حتّى أنَّ هذا الموضوع صار حديث الساعة بين المواطنين والمراقبين، ما يعكس القلق المتزايد من الفساد المستشري في بعض الأوساط.
ويوصف الوالي التازي بالنزاهة، ويعرف عنه سعيه للالتزام بتطبيق القانون وقطع الطريق على تكتلات بات فسادها يزكم الأنوف، وهو ما يفسر تحول التازي لهدف للعديد من الأطراف التي قد تتأثر بموقفه الصارم تجاه الممارسات غير القانونيَّة.
ويُعدُّ هذا الأمر إيجابيًّا بالنسبة للكثيرين، غير أنَّ هناك من يرون أنَّ ذلك قد يؤدي إلى توتر العلاقات بينه وبين السياسيين المحليين، الذين قد يرغبون في استغلال الوضع لتحقيق مصالحهم الخاصة، ما يثير تساؤلات بخصوص مدى قدرة الوالي على الاستمرار في منصبه في ظل كل هذه الضغوط؟!
إن موقف الوالي التازي من هذا “التكتل” ومعه أباطرة العقار يُعدُّ خطوة جريئة، إذ يسعى إلى وضع حد للممارسات التي كانت وما زالت تهدد التنميَّة الترابيَّة وتعيق تحقيق العدالة المجاليَّة.
ولكن يظهر هذا الموقف أيضًا التحديات الكبيرة التي تواجه التازي، إذ يتعرّض للضغط من عدة جهات تسعى إلى إضعاف سلطته.
ويثير هذا الواقع العديد من التكهنات بشأن مدى جديَّة وزارة الداخليَّة في دعم جهود الوالي الجديد في مواجهة هذه الوجوه الفاسدة، إذ يبدو أنَّ الرجل في حاجة إلى تجديد الثقة من وزارته وإلى دعم يقظ من المجتمع المدني والمواطنين، خاصّةً مع اقتراب تنظيم مونديال 2030، إذ تزداد أهميَّة وجود شخصيات مثل الوالي التازي في المناصب القياديَّة.
إذ يعتبر هذا الحدث فرصة تاريخيَّة لتعزيز صورة المغرب على الساحة الدوليَّة، ويحتاج إلى بيئة مستقرّة ونزيهة لتحقيق النجاح، إذ يعتبر كثيرون أنَّ استمرار الوالي التازي في منصبه من شأنه تعزيز جهود مكافحة الفساد، وعامل مساعد على خلق مناخ إيجابي يدعم عمليَّة تنظيم هذا الحدث الرياضي العالمي.
وعلاوة على ذلك، تظهر العديد من الدراسات أنَّ نزاهة عمل الإدارة يُعدُّ من أهم عوامل نجاح أي مشروع تنموي. إذ تساهم نزاهة المسؤول في تعزيز الثقة بين المواطنين والمؤسسات، وبالتالي تُساعد بشكل أو بآخر في الوصول إلى تحسين الظروف الاقتصاديَّة والاجتماعيَّة.
لهذا فإن رحيل الوالي التازي قد يُعدُّ خسارة كبيرة، من حيث استمراريَّة الجهود الراميَّة إلى تحجيم الفساد، وقد يفضي إلى عودة الأوضاع إلى ما كانت عليه من سوء، ما قد يؤثر سلبًا في استعدادات المدينة والبلد بصفة عامة لاستضافة المونديال. ويبقى رحيل الوالي التازي حلما يتمنّى تحقيقه البعض، ولا ينظر هؤلاء لما تقتضيه المصلحة العامة للمدينة.
فيما تطلب الوضع الحالي دعما حقيقيا للجهود الراميَّة إلى تعزيز أي ممارسة إداريَّة نزيهة وقطع الطريق على الفساد؛ لأن سياق تنظيم المونديال إذا ما أُحســــن استغـــــلاله، يمكن أن يحقق تنميَّة مستدامة ويحسن الظروف الاجـــــتماعيَّـة والاقتـــــــــصـــــاديَّة للمــــــــواطنـــــــين، مــــا يُعـــــــزّز مكـــــــانة طنجة كمدينة عريقة وذات امتــــــــــدادات حــــديثـــــــة.
