رياضة
المنتخب المغربي.. هناك أمل!

ضَمن المنتخب الوطني المغربيّ لكرة القدم التأهل لنهائيات كأس إفريقيا للأمم -الَّتِي ستُجرى منافساتها مطلع السنة المقبلة 2022 بالكاميرون- بعدما تأجّلت السنة الماضية بسبب (كوفيد 19).
تأهل المنتخب الوطني المغربي بعدما حقَّق ستة انتصاراتٍ بثماني عشرة نقطة (أيْ العلامة الكاملة)، وسجَّل عشرين هدفًا، ولم يدخل شباكه إلا هدف واحد، مما يدلّ على ناجعته الهجوميّة وتماسكه الدفاعي، وقد لُوحظ تحسّن أداء المنتخب الوطني في هَذِهِ الاقصائيات من مقابلة لأخرى، وأصبح لعبه أفضل نسبيًّا مُقارنةً مع الأدوار الأولى، حين أبدى الجمهور تضايقه من المدرب وحيد خليلهودزيتش لعدم استقراره على تشكيلة مُوحّدة، مما انعكس على مستوى أداء المنتخب المغربي، كما سُجل على الناخب الوطني عدم اهتمامه باللاعب المحليّ، رغم أنَّ منتخب المحليّين يتوافر على عناصر جيّدة أبدت جاهزية كبيرة في المقابلات الَّتِي لعبتها سواء في البطولة الوطنيّة أو مع المنتخب.
كما لا يزال غياب زياش لاعب تشيلسي الإنجليزي يُشكّل خسارةً للمنتخب المغربي، خصوصًا عندما نشاهد محمد صلاح مع مصر أو رياض محرز مع الجزائر، يبقى الأمر رهينًا بحلّ الإشكال القائم بين المدرب واللاعب، الَّذِي يعود لعدم انضباط زيّاش في التدريبات، حيث صرَّح المدرب سابقًا أنَّ المنتخب المغربي فوق الجميع، مهما كانت قيمة اللاعب.
يتساءل جُلّ المتتبّعين، هل يكفي المنتخب الوطني التأهل لكأس إفريقيا فقط؟
طبعًا لا، بل يجب عليه الذهاب للمنافسة على اللقب وبلوغ آخر أطوار البطولة، لأنَّ كرة القدم المغربية متفوّقة على كثيرٍ من الدول الإفريقية، وتتوفر على بنية تحتيّة رياضيّة -قل نظيرها- لكن الملاحظ كذلك أنَّ المنتخبات الإفريقية تطوّرت كثيرًا، لم يعد هناك فرقٌ كبيرٌ بين المنتخبات التاريخيّة الكبيرة كالكاميرون ونيجيريا، وبين منتخبات أخرى كانت تُعدُّ من الدرجة الثانية أو الثالثة كمالي وبوركينا فاسو.
المنتخب الوطني أمامه بعض التحدّيات كي يثبت وجودَه في الكاميرون، فمجموعة من لاعبي المنتخب لا تمارس مع أنديتها، إما بداعي الإصابة الطويلة الأمد، أو قرارات تقنية للمدربين، وهَذَا يُؤثّر في مستوى تنافسيتها، خصوصًا أنَّها ستواجه منتخباتٍ لديها الكثير من اللاعبين المحترفين في أوروبّا ويلعبون في أقوى الدوريات.
كما لا ننسى أنَّ هَذِهِ الاقصائيات دارت أطوارها بالمغرب ذهابًا وإيابًا، بسبب عدم استعداد فرق المجموعة الاستقبال بميدانها؛ بسبب الظروف السياسيّة غير المواتية، ومعلوم أنَّ السفر خارج الميدان وزيارة عددٍ من الدول الإفريقيّة، مع استحضار الأجواء الَّتِي ترافق ذلك، تُشكّل تجربةً للاعبين، حُرمت منها عناصر المنتخب الوطني المغربي.
رغم هَذِهِ التحديات يظلّ المنتخب المغربي منتخبًا كبيرًا، تتفادى منتخبات القارة مواجهته، نتمنى فقط أن يتطوّر أداؤه لتحقيق اللقب الإفريقي، حتى لا يبقى لقب 1976 في إثيوبيا يتيمًا في خزائن المنتخب، لقد غاب المغرب طويلًا عن منصة التتويج، رغم أنّه تأهل لنهائيات كأس العالم خمس مرّات، وتأهل لكأس إفريقيا 16 مرّة، رغم كلّ ذلك لدينا لقبٌ وحيدٌ، وتأهلنا للمباراة النهائية في مناسبة واحدة بتونس سنة 2004، وحصلنا على المركز الثالث في مناسبة واحدة كذلك، في حين فازت مصر باللقب القاري في سبع مناسباتٍ، ولا أظن المنتخب المصري متفوقًا على نظيره المغربي بهَذَا الشكل الكبير.
لذلك ينبغي أن يكون موعدُ الكاميرون مناسبةً لردّ الاعتبار لكرة القدم الوطنيّة، والفوز باللقب، هَذَا دون أن ننسى أنَّ المنتخب الوطني المغربي ينتظره تحدٍ آخر، وهو مقابلة السدّ للتأهل لنهائيات كأس العالم بقطر، حيث ستُجرى القرعة يوم 18 دجنبر المقبل، مع امتياز طفيف للمنتخب الوطني، حيث سيجري مباراة الإياب بميدانه، بعد إجراء مباراة الذهاب مع أحد المنتخبات التالية: الكاميرون، غانا، مالي، مصر، الكونغو، و هي فرق قويّة، سيكون على المغرب التغلّب على أحدها للمرور لنهائيات كأس العالم، حتّى يُرفرف العلم المغربي على كورنيش الدوحة في القريب العاجل.
محمد بوزيدان
