تواصل معنا

في الواجهة

المدينة استعادت تدريجيًا إرثها الطبيعي.. وعودة الاعتبار لغاباتها بفضل مشاريع كلفت الملايين

 التحول إلى مدينة خضراء.. مسار طويل أعاد الاعتبار لغابات ومتنزهات طنجة لكن كلفته المالية طائلة

من بين الملاحظات الرئيسة، الَّتِي يتحدَّث عنها أي زائر لمدينة طنجة، هو أنَّ المدينة أصبحت مملوءة بالمساحات الخضراء، بفارقٍ كبيرٍ عن جُلِّ المدن المغربية الأخرى، فباستثناء مدينة الرباط الَّتِي تمضي على درب مدينة البوغاز في هَذَا الشأن، خصوصًا بعد قدوم الوالي محمد اليعقوبي إليها، بالإضافة إلى مدينة تطوان ومجموعة من المدن الصغيرة والمتوسطة مثل المضيق وإفران، لا توجد أي مدينة أخرى تُضاهي طنجة على هَذَا المستوى.

وما يحدث الآن، ليس إلا عودة إلى الأصل، وَفْق منظور عدد من سكان طنجة، خصوصًا مَن عرفوا المدينة في حقبة الستينيّات وما قبلها، حين كانت أشبه بجنّة خضراء؛ بسبب مساحاتها المعشوشبة والأشجار والفضاءات الغابويّة، الَّتِي تتمتّع بها، لكن ما توصّل إليه اليوم، الَّذِي لا يزال غير كافٍ بالنسبة لطموح المهتمين بالمجال البيئي، هو ثمرة عمل طويل الأمد انطلق قبل قرابة عقد ونصف من الزمن، وتكلفته المادية ليست قليلةً.

  • التكلفة الكبيرة للمساحات الخضراء

ويبرز اهتمام سلطات مدينة طنجة بالمساحات الخضراء، من خلال عمل مجلس جماعة طنجة، الجهة الَّتِي تُخصّص سنويًا مبلغًا مُهمًّا من أجل الحفاظ على رونق المدينة والاستمرار في العناية بفضاءاتها الخضراء، في إطار العمل المشترك مع المصالح الولائية، الَّتِي تُعدُّ الطرف الرئيسي في عددٍ من عمليات إعادة تأهيل المتنزهات والمساحات الغابويّة.

ففي ميزانية جماعة طنجة للسنة المالية 2024، رُصد ما مجموعه 79 مليون درهم من أجل تغطية تكاليف العناية بالمساحات الخضراء، إذ أضيفت 4 ملايين درهم للمبلغ المقترح في البداية، وهو 75 مليون درهم، وَفْق ما يُؤكّده تقرير لجنة الميزانية والشؤون المالية والبرمجة بالمجلس الجماعي، في ظل مساعي إعادة الاعتبار لمجموعة من الفضاءات الخضراء، الَّتِي تحتاج إلى تدخلٍ عاجلٍ.

وتلتهم المساحات الخضراء مبالغَ مهمّةً من ميزانية الجماعة سنويًّا، ففي سنة 2022 تجاوز المبلغ 80 مليون درهم، مقابل 75 مليون درهم في سنة 2021، صُرف منها بشكل فعلي مبلغ 50 مليون درهم، الأمر الَّذِي يستدعي أيضًا، حسب عددٍ من المراقبين المهتمين بالشأن البيئي، العمل على حماية تلك المساحات من عمليات التخريب.

ووَفْق المصادر ذاتها، فإنَّ أعمال الصيانة، خصوصًا بالنسبة للمساحات الخضراء الموجودة داخل الوسط الحضري لطنجة، تحتاج إلى ملايين الدراهم سنويًّا، لكن في المقابل تحتاج أيضًا إلى الصرامة في المراقبة والزجر من طرف السلطات المحلية، بسبب توالي عمليات التخريب، إلى جانب حملات توعية تحثّ المواطنين على الحفاظ على هَذَا الإرث البيئيّ.

  • متنزه مديونة.. رؤية جديدة للطبيعة

وعند الحديث عن المساحات الخضراء في مدينة طنجة، فإنّ المُؤكّد هو أنَّ الأمر انتقل من تدبير أوعية عقارية داخل الوسط الحضري وفي محيط المدينة، إلى فضاءاتٍ طبيعيّةٍ ترفيهيّةٍ وخدماتيّةٍ متكاملة، وهو المسار الَّذِي ذهب فيه المجلس الجماعي الحالي، ويمكن أن يُلاحَظ من خلال مجموعة من المشاريع، فالأمر لا يتعلق بموقع معشوشب يحتوي على أشجار يُمكن الناس من الحصول على حاجياتهم من الأوكسيجين، وإنَّما بمشاريع متكاملة، لعلَّ أبرزها مستقبلًا سيكون هو متنزه مديونة.

وعلى الرغم من سوء الفهم الَّذِي رافق هَذَا المشروع -خصوصًا في بداياته- فإنَّ الأيام كشفت عن أن الأمر سيُمكن من تغيير النظرة التقليدية تجاه المناطق الخضراء بالمدينة، فالأمر يتعلق بمتنزه وطني متكامل، يتوفر على حديقة للحيوانات، وفي الوقت نفسه يحافظ على الإرث البيئيّ والتنوع الإيكولوجيّ، الَّذِي تتوفر عليه مدينة طنجة، وسيكون عاملًا أساسيًّا ضمن مساعي سلطات المدينة للحفاظ على مساحاتها الغابوية والحدّ من الزحف العمراني.

وصادقت جماعة طنجة على هَذَا المشروع في فبراير من سنة 2023، بما يجعل مشروع متنزّه مديونة، الممتدّ على مساحة تتجاوز 200 هكتارٍ، فضاءً ترفيهيًّا وسياحيًّا، بهدف إحداث متنفس جديد لسكان المدينة من جهة، ومن جهة أخرى جلب الزوّار من مختلف المدن المغربية الَّذِينَ سيجدون في طنجة مجالًا جديدًا ينضاف للعرض السياحي المقدم حاليًا، بالإضافة إلى المنافسة على استقطاب السياح الأجانب، في إطار المنافسة المباشرة مع إسبانيا والبرتغال، وسدّ الفراغ الحاصل في مثل هَذِهِ المرافق على طول الشريط الساحلي المتوسطيّ للمملكة.

وسبق لعمدة طنجة، منير ليموري، أن تحدّث عن تفاصيل هَذَا المشروع، إذ أكَّد أنّه سيُوفّر حماية للمساحات الغابوية في منطقة مديونة في مواجهة زحف الإسمنت الَّتِي يُهدّدها، معلنًا عن شروع الجماعة في إجراءات نزع الملكية لحماية موقع المتنزه من عمليات وضع اليد، علمًا أنَّ التكلفة الإجمالية للمشروع تُقدّر بنحو 500 مليون درهم، بما يتضمّن إعادة تهيئة الفضاء الغابوي وإحداث حديقة الحيوان الأولى بشمال المغرب والثانية على المستوى الوطني بعد حديقة الرباط، إلى جانب توفير عرض متكامل للراغبين في الاستمتاع بالسياحة الجبلية.

  • إعادة الاعتبار للمواقع الطبيعية

والمشاريع الَّتِي تجمع بين الاستدامة وحماية البيئة، وبين تقديم عرض ترفيهي متميز لسكان مدينة طنجة وزوارها، هي الَّتِي تراهن عليها المدينة حاليًا، من خلال ورش تقوده الجماعة في سياق تتبعها النهج المرسوم على أعلى مستوى، الَّذِي يشرف عليه الملك محمّد السادس، بعدما برزت توجهاته الكبرى منذ سنة 2016، تاريخ احتضان مدينة مراكش مؤتمر الأمم المتحدة للتغير المناخي، الأمر الَّذِي يُعدُّ المثال الأبرز عنه هو بحيرة الرهراه.

ويلاحظ سكان مدينة طنجة، أنَّ العمدة ليموري، مهتمّ –شخصيًّا- بهَذَا المشروع، من خلال مجموعة من الزيارات الَّتِي أجراها لعين المكان، ومتابعته لسير الأشغال من أجل أن يكون المشروع جاهزًا داخل النطاق الزمني المُحدّد سلفًا، ووَفْق المعايير التقنية المسطرة، ذلك أنَّ الأمر يتعلق بمشروع يعبر -بشكلٍ واضحٍ- عن التوجّه المرسوم من طرف المجلس الجماعي الحالي بخصوص المناطق الخضراء والمتنزهات الطبيعية، كما أنه سيعني إنقاذ فضاء نادر من براثن الإهمال والزحف العمرانيّ.

وانطلقت أشغال هَذَا المشروع في يونيو الماضي، وبسرعة بدأت تظهر ملامح البحيرة في حلتها الجديدة، إلى جانب الفضاءات المحيطة بها، بما في ذلك المساحات المعشوشبة والمسار الأخضر ووَفْق جماعة طنجة، فالأمر يتعلق بواحدٍ من بين المشاريع المُهمّة الَّتِي تهدف إلى حماية رأس المال البيئي للمدينة، وإعادة الاعتبار لمنطقة ذات قيمة جمالية وسياحية مُهمّة، ستعود بالنفع على جودة حياة الساكنة المحلية، وينتظر أن يرى المشروع النور في يناير من سنة 2024.

وخصّصت الجماعة لمشروع أشغال التهيئة المنظرية وتأهيل البحيرة المذكورة، الكائنة بحي الغولف على طريق الرهراه، غلافًا ماليًا بقيمة 9، 4 ملايين درهم، ويمتد الفضاء على مساحة 4، 5 هكتار بما يشمل البحيرة، وحسب دفتر التحملات، فإنَّ مدّة المشروع 6 أشهر، وكان من الممكن أن تنتهي في فترة أقل، لولا التوقفات الَّتِي عرفتها الأشغال نتيجة التساقطات المطريّة الَّتِي شهدتها مدينة طنجة، لذلك فإنَّ العمدة ليموري انتقل إلى موقع المشروع في أكتوبر الماضي، مباشرة بعد عودته من مهمة خارجية، للوقوف على سير الأشغال.

ويتضمّن المشروع، وَفْق المعطيات التقنية للجماعة، عمليات تهيئ المنطقة الخضراء، وفضاء الألعاب الخاص بالأطفال، بالإضافة إلى أشغال التأثيث الحضري وتهيئة الممرّات، إلى جانب تهيئ نافورة داخلة البحيرة، بما سيُمكن من تغيير وجه المنطقة نحول الأفضل وإعطائها جمالية خاصة، وقد جرت كلّ الدراسات التقنية وأُنجزت مختلف التصاميم الخاصة بالمشروع من طرف الجماعة، الَّتِي ركزت على أن تُحافظ المنطقة على هويتها البيئية، وتكون جميع الأشغال منسجمة مع خصوصية الموقع باعتباره فضاءً عموميًّا طبيعيًّا يُشكّل مُتنفسًا للسكّان ومزارًا للسيّاح.

  • بين الطبيعة والتاريخ

كثيرة هي المواقع التاريخية الَّتِي جرى إنقاذُها في طنجة، خلال السنوات الماضية، الَّتِي ارتبطت -بشكل وثيق- بالماضي العريق للمدينة، لكن يظل إنقاذ فضاء «فيلا هاريس» في مالاباطا أمرًا فريدًا من نوع، فالأمر لا يتعلق فقط بإنقاذ بناية تاريخيّة وبعث الحياة فيها من جديد، بل أيضًا تحويل المكان إلى مساحات خضراء واسعة في قلب المدينة، مفتوحة في وجه عموم المواطنين المُحبّين لقضاء وقت أسري أو ممارسة رياضة المشي، إلى جانب تقديم عرضٍ سياحيٍّ وثقافيٍّ جديدٍ.

ولا يحتاج سكان مدينة طنجة إلى تعريفهم بقصة هَذَا المكان، فالكثيرون يعرفون أنّه مرتبط باسم صاحبه، الصحافي البريطاني والتر هاريس، مراسل جريدة تايمز البريطانيّة، الَّذِي استقرَّ في مدينة البوغاز في أواخر القرن التاسع عشر، واختار أن يحيك مسكنه الأنيق بالمئات من الأشجار والنباتات الخلَّابة والنادرة، ما يفسر القيمة المزدوجة لهَذَا المكان، الَّذِي تحوّلت بنايته إلى متحف لتاريخ الفنّ، في حين تضمّ حديقته أشجارًا يعود عمرها لأكثر من 100 سنة.

ويمثل هَذَا الفضاء منطقةً خضراءَ متكاملةً، تُعطي لمدينة طنجة سحرًا خاصًّا، فبالإضافة إلى أنها قريبة من شاطئ الغندوري، فهي أيضًا تتوفر على ما يحتاجه المرتادون سواء تعلّق الأمر بمحبي رياضة المشي، أو من ذوي الأطفال الَّذِينَ يرغبون في إيجاد فضاء للألعاب يقضي فيه أبناؤهم وقتًا ممتعًا، كما أنّه يتوفر على فضاء لركن السيَّارات وأكشاك لتقديم الوجبات الغذائية، دون أن ننسى أنَّ الموقع محاط –أصلا- بعدد من المقاهي والمطاعم والمرافق الخدماتية.

وبعد أن غادر والتر هاريس الحياة في 1933، أصبح هَذَا الفضاء عرضةً للإهمال تدريجيًّا، قبل أن تُبث فيه الروح مجددًا في 2020، ليتحوّل إلى حديقة غنَّاء فريدة من نوعها، لم تُثر إعجاب سكان المدينة فقط، الَّذِينَ وجدوا فضاء جميلًا ومريحًا لارتياده، ولكن أيضًا للزوّار المغاربة والأجانب الَّذِينَ يخوضون تجربة زيارة فضاء ثقافي وطبيعي في آن واحد.

  • بيرديكاريس.. عملية إنقاذ ناجحة

ما يسري على حديقة «فيلا هاريس» يسري أيضًا على متنزه «بيرديكاريس»، من حيث المزاوجة بين القيمة التاريخيّة والطبيعيّة من جهة، والخضوع لعملية إنقاذ، أعادت للفضاءين الحياة وجعلتهما متاحين لسائر المواطنين كمتنفس متكامل، فإنّ ما يُميّز «بيرديكاريس» هو أنّه جُزء من مساحة غابوية، تُقدّر بنحو 70 هكتارًا، وهي غابة «الرميلات» الشهيرة، الَّتِي لطالما كانت محط أطماع أباطرة العقار بحكم تمركزها في وسط المدينة، قريبًا من الأحياء الفخمة.

والرميلات ومعها متنزه بيرديكاريس، تُمثّلان جزءًا من الحزام الغابوي المتميّز لمدينة طنجة، الَّذِي يقل نظيره داخل الوسط الحضري لمعظم المدن المغربية، وبالإضافة إلى أنَّ الأمر يتعلق بموطن بناية تاريخيّة، ارتبط اسمُها بقصة الدبلوماسيّ الأمريكيّ، إيون بيرديكاريس، الَّذِي تعرَّض وزوجته للاختطاف سنة 1904، على يد المتمرد أحمد الريسوني، والموقع أيضًا يُعدُّ محميةً مفتوحةً لمختلف أنواع الحيوانات والطيور والنباتات المُعمرة.

وهَذَا الفضاء الغابوي يُشكّل متنفسًا للسكان ومزارًا للسيَّاح، بالإضافة إلى أنّه يُثير اهتمامَ الباحثين في المجال البيئي، فالأمر يتعلق بغابة مليئة بأشجار البلوط والصنوبر والفلين، بعضها ممتد لمئات السنين، وداخله يوجد 55 نوعًا من الطيور الَّتِي أُحصيت رسميًا، بالإضافة إلى 28 صنفًا من الزواحف و16 نوعًا من الحيوانات الثدية.

وجرى تثمين هَذَا الإرث الغابوي، من خلال جملة من أشغال الصيانة وإعادة التأهيل، الَّتِي تضمن شق ممرات للمشي وإحداث مواقع للاستراحة مع وضع لوحات للتشوير وللمعلومات، الَّتِي تُقدّم للزائرين تعريفًا، بما يزخر به هَذَا الفضاء من ثروة حيوانية ونباتية، إلى جانب مجموعةٍ من الإجراءات لتقليص خطر الحرائق، هَذِهِ الأخيرة الَّتِي كادت أن تلتهم غابة الرميلات -بشكل كامل- شهر غشت الماضي، إذ وصلت النيران إلى 40 هكتارًا من مساحتها الإجمالية، ما اضطر السلطات إلى استخدام 4 طائرات «كنداير» للسيطرة عليها، إلى جانب مجهودات رجال الإطفاء والدرك الملكي والأمن الوطني والسلطات المحلية والمياه والغابات والأمن الوطني، وبقي المتنزه –بعدها- مغلقًا لأسابيع.

  • إعادة الاعتبار للحزام الغابوي

ويمكن القول إنَّ الحزام الغابوي لمدينة طنجة أصبح محميًا أكثر في الوقت الراهن، مُقارنةً بما كان يحصل خلال العقود الثلاثة الماضية، نتيجة الطفرة العمرانية الَّتِي تعرفها المدينة، وهكذا نجد أنَّ غابة الرهراه الَّتِي التهم البناء العشوائي أطرافها، وكادت أن تصبح جزءًا من الماضي، أصبحت حاليًا من بين المواقع الطبيعية المُهمّة في طنجة، بعد أن خضعت لعمليات إعادة تأهيل شاملة.

وحظيت هَذِهِ المنطقة بكثيرٍ من العناية خلال السنوات الأخيرة، بعدما انتبهت السلطات المحلية لقيمتها الإيكولوجية، خصوصًا أنَّها تتوسط مساحات سكنية يفتقر أغلبها لأي فضاءات ترفيهية أو متنفس طبيعي، وقد شملت عملية التهيئة مساحة تصل إلى 220 هكتارًا، بما يشمل أشغال تهيئة وصيانة مسالك التجوال والمسارات وتهيئة الفضاءات الخاصة بالرياضة ووضع حاويات للنفايات وتنظيم عمليات جمع الأزبال وتهيئة المراحيض العمومية، ووضع كراسي وطاولات للجلوس والنزهة ووضع لوحات تشويريّة وتحسيسيَّة.

وكانت غابة مديونة –بدورها- من الفضاءات الَّتِي جرى إنقاذُها من سطوة أباطرة العقار، بعدما تمكّن بعضهم بالفعل من التسلّل إليها مستفيدين من توالي سنوات الإهمال والاجتثاث، لكنّها قبل نحو 3 سنوات خضعت لعمليات إعادة تأهيل واسعة حولتها إلى فضاءٍ مفتوحٍ لمُحبّي النزهة أو ممارسة الرياضة، بعد فتح مسارات بها وتزويدها بالكراسي والأجهزة الرياضيّة.

هَذَا الأمر يسري أيضًا على الغابة «الدبلوماسية»، الَّتِي أصبحت فضاءً طبيعيًّا نموذجيًّا، بفضل مشروع لإعادة التأهيل كلف 42 مليون درهم، بهدف حماية الثروة النباتيَّة والحيوانيَّة، الَّتِي تزخر بها هَذِهِ المنطقة، بما يشمل إحداث فضاءٍ للنزهة وموقع للتخييم والأنشطة البيئيَّة، الأمر الَّذِي سبق افتتاح المركز الاستشفائيّ الجامعيّ «محمد السادس»، الَّذِي أصبح مجاورًا لفضاء غابوي يضمن حصول المرضى على ظروف ملائمة للنقاهة.

وينتظر سكان طنجة أن يُطال الأمر أيضًا غابة المريسات، الَّتِي التفتت إليها جماعة طنجة مؤخرًا، ففي يونيو الماضي، أشرف العمدة ليموري، على عملية واسعة لتنظيف هَذَا الموقع الغابوي في إطار مجهودات صيانة المنطقة وإعدادها لاستقبال مشاريع إعادة التأهيل مستقبلًا، وهي العملية الَّتِي شارك فيها نحو 150 عاملًا من عمال النظافة، تزامنًا مع تخليد اليوم العالمي للبيئة.

 

تابعنا على الفيسبوك