تواصل معنا

آخر الأخبار

المدرسة الوطنية للعلوم التطبيقية ENSA بطنجة.. سرقة غامضة تطال نوافذ المؤسسة في غياب كاميرات المراقبة‎

في‭ ‬حادثة‭ ‬غريبة،‭ ‬تعرَّضت‭ ‬مؤخرًا‭ ‬المدرسة‭ ‬الوطنية‭ ‬للعلوم‭ ‬التطبيقية‭ ‬بطنجة،‭ ‬لعملية‭ ‬سرقة‭ ‬طالت‭ ‬نوافذ‭ ‬ألمنيوم،‭ ‬يُرجّح‭ ‬أنها‭ ‬قد‭ ‬تمت‭ ‬بشكل‭ ‬هادئ‭ ‬وسلس‭ ‬على‭ ‬مراحل،‭ ‬ما‭ ‬أثار‭ ‬تساؤلات‭ ‬حادة‭ ‬حول‭ ‬إجراءات‭ ‬الحراسة‭ ‬داخل‭ ‬المؤسسة،‭ ‬زاد‭ ‬من‭ ‬حدّتها‭ ‬ردّ‭ ‬فعل‭ ‬متأخر‭ ‬من‭ ‬إدارة‭ ‬المدرسة‭ ‬لطرد‭ ‬الحراس‭.‬

فيما‭ ‬يبقى‭ ‬السؤال‭ ‬الكبير‭ ‬حول‭ ‬عدم‭ ‬وجود‭ ‬نظام‭ ‬مراقبة‭ ‬كاميرات‭ ‬داخل‭ ‬مؤسّسة‭ ‬من‭ ‬هَذَا‭ ‬الحجم‭ ‬والأهمية،‭ ‬دون‭ ‬إجابة‭ ‬مقنعة‭.‬

وقد‭ ‬تكشفت‭ ‬أولى‭ ‬معالم‭ ‬الواقعة،‭ ‬الَّتِي‭ ‬استهدفت‭ ‬المدرسة‭ ‬الوطنية‭ ‬للعلوم‭ ‬التطبيقية‭ ‬بطنجة،‭ ‬حين‭ ‬اكتشف‭ ‬موظفون‭ ‬أنَّ‭ ‬عددًا‭ ‬كبيرًا‭ ‬من‭ ‬النوافذ‭ ‬الألمنيوم‭ ‬قد‭ ‬فقدت‭ ‬من‭ ‬أماكنها،‭ ‬إذ‭ ‬أُخطرت‭ ‬الجهات‭ ‬المختصة‭ ‬للتحقيق‭ ‬في‭ ‬الحادثة‭.‬

‭ ‬وتشير‭ ‬عدّة‭ ‬قرائن‭ ‬إلى‭ ‬أنَّ‭ ‬السرقة‭ ‬تمّت‭ ‬على‭ ‬مراحل‭ ‬متتالية،‭ ‬وهو‭ ‬ما‭ ‬يرجح‭ ‬أنَّ‭ ‬الجناة‭ ‬خطَّطوا‭ ‬بدقة‭ ‬لتنفيذ‭ ‬الجريمة‭ ‬واختاروا‭ ‬لحظات‭ ‬تفرغ‭ ‬الحراس‭ ‬وتنقلاتهم‭ ‬للقيام‭ ‬بعملية‭ ‬السرقة‭.‬

من‭ ‬جهة‭ ‬أخرى،‭ ‬فإنَّ‭ ‬ردَّ‭ ‬فعل‭ ‬إدارة‭ ‬المدرسة‭ ‬عقب‭ ‬اكتشاف‭ ‬الجريمة‭ ‬يثير‭ ‬التساؤلات‭ ‬حول‭ ‬عدم‭ ‬التجاوب‭ ‬السريع‭ ‬والفعال‭.‬

في‭ ‬حين‭ ‬كشفت‭ ‬مصادر‭ ‬لجريدة‭ ‬‮«‬لاديبيش‮»‬‭ ‬أنَّ‭ ‬الحرَّاس‭ ‬المكلفين‭ ‬بتأمين‭ ‬المدرسة‭ ‬لم‭ ‬يفعلوا‭ ‬ما‭ ‬يلزم‭ ‬لضمان‭ ‬سلامة‭ ‬ممتلكات‭ ‬المؤسّسة،‭ ‬ما‭ ‬دفع‭ ‬الإدارة‭ ‬لطرد‭ ‬الحرَّاس‭ ‬المعنيين‭ ‬بأمن‭ ‬المدرسة‭.‬

وتساءل‭ ‬متابعون‭ ‬من‭ ‬الأوساط‭ ‬الأكاديمية‭ ‬عن‭ ‬كيفية‭ ‬قيام‭ ‬الجناة‭ ‬بعملية‭ ‬السرقة‭ ‬بكلّ‭ ‬هَذِهِ‭ ‬السهولة‭ ‬والارتياح،‭ ‬إذ‭ ‬يتطلب‭ ‬نقل‭ ‬نوافذ‭ ‬الألمنيوم‭ ‬مجهودًا‭ ‬جسديًا‭ ‬كبيرًا‭ ‬لإتمام‭ ‬المهمّة،‭ ‬ومع‭ ‬ذلك،‭ ‬تمت‭ ‬السرقة‭ ‬دون‭ ‬أن‭ ‬يكتشف‭ ‬الجناة‭ ‬أو‭ ‬يرصدوا‭.‬

وشدَّد‭ ‬بعضهم‭ ‬على‭ ‬ضرورة‭ ‬تحرك‭ ‬الجهات‭ ‬المعنية‭ ‬بسرعة‭ ‬لاتخاذ‭ ‬الإجراءات‭ ‬الضرورية‭ ‬والتعاون‭ ‬مع‭ ‬الأجهزة‭ ‬الأمنية‭ ‬للكشف‭ ‬عن‭ ‬مرتكبي‭ ‬هَذِهِ‭ ‬الجريمة‭ ‬وتقديمهم‭ ‬للعدالة،‭ ‬والعمل‭ ‬على‭ ‬تكوين‭ ‬الحراس‭ ‬والموظفين‭ ‬المكلفين‭ ‬بالحراسة‭ ‬في‭ ‬سبل‭ ‬الاستجابة‭ ‬السريعة‭ ‬للحوادث‭ ‬والتعامل‭ ‬مع‭ ‬المواقف‭ ‬الطارئة‭ ‬بشكل‭ ‬فعّال‭.‬

ومن‭ ‬جانب‭ ‬آخر،‭ ‬فإنَّ‭ ‬عدم‭ ‬توفر‭ ‬كاميرات‭ ‬مراقبة‭ ‬بالمدرسة‭ ‬أثار‭ ‬الكثير‭ ‬من‭ ‬التساؤلات،‭ ‬إذ‭ ‬يُعد‭ ‬وجود‭ ‬نظام‭ ‬مراقبة‭ ‬أمرًا‭ ‬ضروريًا‭ ‬لضمان‭ ‬أمن‭ ‬الطلبة‭ ‬والمُوظّفين‭ ‬وممتلكات‭ ‬المدرسة،‭ ‬ويساهم‭ ‬في‭ ‬الحدّ‭ ‬من‭ ‬حوادث‭ ‬السرقة‭ ‬والجرائم‭ ‬الأخرى‭.‬

ويعكس‭ ‬هَذَا‭ ‬الحادث‭ ‬واقعًا‭ ‬يتطلب‭ ‬تحسينًا‭ ‬في‭ ‬نظم‭ ‬الحراسة‭ ‬بالمدارس،‭ ‬وبشكل‭ ‬خاصّ‭ ‬في‭ ‬المؤسسات‭ ‬الجامعية،‭ ‬كما‭ ‬يبرز‭ ‬حاجة‭ ‬ملحة‭ ‬لتعزيز‭ ‬التدابير‭ ‬الأمنية‭ ‬والاستثمار‭ ‬في‭ ‬تكنولوجيا‭ ‬المراقبة‭ ‬لضمان‭ ‬أن‭ ‬يكون‭ ‬الطلَّاب‭ ‬والمعلّمون‭ ‬في‭ ‬بيئة‭ ‬آمنة‭ ‬ومحمية‭ ‬من‭ ‬أي‭ ‬مخاطر،‭ ‬فالمؤسّسات‭ ‬الأكاديمية‭ ‬يجب‭ ‬أن‭ ‬تكون‭ ‬مكانًا‭ ‬آمنًا‭ ‬ومحفزًا‭ ‬للتعلم‭.‬

تابعنا على الفيسبوك