الجهة
القصر الكبير.. مَن المسؤول عن انتشار ظاهرة تحويل الكراجات إلى إسطبلات لتربية المواشي؟

انتشرت بالقصر الكبير وبشكل لافت عددٌ من الإسطبلات لتربية المواشي، إذ تتفاجأ وأنت تتجول في أحياء المدينة من كثرة الكراجات التي حوّلها أصحابها إلى إسطبلات، تضمُّ أغنامًا وبقرًا ومعزًا. في النهار، يخرجها أصحابها إلى الحاويات الموجودة بالمدينة للرعي من بقايا النفايات المنزلية، أو يصطحبونها إلى ضواحي المدينة، إذ تُوجد الأسواق والمزابل الكبرى للاقتيات من بقايا الخضر والفواكه المتعفنة.
الظاهرة أصبحت لافتة جدًّا، خصوصًا في ظل تغاضي السلطات المعنية عنها، ما جعل المدينة تعيش فوضًى عارمةً لم تستثنِ حتى الأحياء الراقية، كحي بلعباس، حي أولاد احميد، حي لمصلى، دوار زبيدة، بالإضافة إلى المنطقة السكنية الموجودة بطريق العرائش عند مدخل المدينة، أو بقنطرة واد المخازن، وكذا بضاحية لمرينة العليا، وبحي غرشة شاوش، إذ ترى قطيعًا من الأغنام تتجول في الشوارع، أو منشرة عند جنبات المقاهي والمنازل ترعى بكل أريحية، ما حوّل مدينة القصر الكبير إلى منطقة قرويَّة يحترف أغلب ساكنتها تربية المواشي بسبب ما تدرّه من دخل دون أي تكاليف، ما دامت الأعلاف تأتي من المزابل.
وعلى غرار الحملة التطهيريَّة للسلطات المحلية لمحاربة الباعة المتجولين والفراشة وأصحاب العربات، التي استحسنتها الساكنة لما لها من أثر إيجابي في تنظيم أسواق المدينة وتحرير شوارعها، كان لزامًا عليها أن تُنفّذ حملة مماثلة لتنظيف الأحياء من هذه الإسطبلات، نظرًا لما تُمثّله من تهديد على صحة المواطنين بسبب الاعتماد على المزابل في تعليفها. هذا بالإضافة إلى مساهمة هذه الآفة في تشويه منظر المدينة، خصوصًا أنَّه في مدن أخرى يتم منع تحويل الكراجات إلى إسطبلات لبيع المواشي خلال فترة عيد الأضحى، فكيف إذا كان الأمر يتعلق بتربيتها طوال السنة؟
شحموط مصطفى
