تواصل معنا

إقتصاد

الطماع كيقضي عليه الكذاب.. شركات التسويق الشبكي الوهمية تكثف من أنشطتها بمدينة طنجة على مرأى من السلطات الأمنية

السمة الأساسيّة للمحتالين هي قُدرتهم البارعة على استغلال الظروف والأزمات لاصطياد فرائسهم، خاصّةً إن كان النصَّاب يعتمد على الكذب لاستدراج المُحتاجين والراغبين في الكسب السريع دون عناء، وطوّر المحتالون أساليبَ يواكبون بها التحوّلات المجتمعية ويتأقلمون مع الوضعيات والعقليات الجديدة.

والحديث هنا عن شركات التسويق الشبكيّ، الَّتِي تنشط بمدينة طنجة، وهي شركات تدعي أنَّها تعمل في صناعة القرن، وتَعد المنخرطين فيها بأموالٍ طائلةٍ قد تصل إلى الحرية المالية وتغري الأشخاص بأنّ المجال لا يحتاج إلى خبراتٍ سابقةٍ، ولا يعترف بالشهادات والتكوينات بحيث يمكن لأي شخص، إن آمن بقدراته ووثق بنفسه أن ينجح في هَذَا المجال.

وتستغل هَذِهِ الشركات وسائط التواصل الاجتماعيّ للدعوة لمنتوجاتهم، ومنها الانخراط معهم برأسمال للحصول على عضوية عميل لديهم، ولا توجد صفحة فايسبوكيّة بعاصمة البوغاز، إلا واحتوت إعلان فرصة عمل دون قدرات، ناهيك عن الملصقات الَّتِي غزت كلّ الجداريات بالمدينة وبالقرب من الوكالات الَّتِي تعمل كوسيط في التشغيل.

وتتوفّر هَذِهِ الشركات بمدينة طنجة على مكاتبَ في أحياء راقية يوهمون من خلالها الأشخاص الَّذِينَ انطلت عليهم الحيلة بمصداقية الشركة، في ظلّ تغاضي السلطات عن هَذَا النشاط غير المراقب.

وكثَّفت هَذِهِ الشركات مُؤخّرًا من حملاتها بالمدينة، تزامنًا مع الاختناق الاقتصاديّ، الَّذِي خلَّفته جائحة «كورونا» وألقت بعددٍ مُهمٍّ من الشباب إلى البطالة لتستغل شركات التسويق الشبكيّ الفرصة، وتُعدُّ كلٌّ مَن ينخرط ضمن فريق عملهم بإيداع أموالهم مقابل إمكانية الحصول على هامش ربح، شريطة جلب أشخاص آخرين ينخرطون في العملية، وكسبوا ثقة الشباب بلسان فصيح ومظهر راقٍ وسيَّارات فارهةٍ، وهو ما يُسيل لعاب الطامعين لتحقيق الثروات فيجدون أنفسهم عالقين في مصيدة هؤلاء.

ويعمل مُمثّلو الشركة إلى التكثيف ممَّا يصفونه بالتدريب على طرق جلب الآخرين، مُستعملين في ذلك أشخاص يتقنون فنّ السفسطائيّة، ويستعملون عباراتٍ دقيقةً وأسلوب الترغيب وذلك بعبارة «نحن نعرض عليك مشروعًا مربحًا، يغير حياتك من الحسن إلى الأحسن، ما رأيك؟».

ويعتمد هؤلاء على رسم أحلامٍ ورديّةٍ مبنيةٍ على بيع الوهم ويعرضون تاريخ الشركة ومقرها الَّذِي يُوجد في أوروبّا وأكثر الأشخاص الَّذِينَ حقّقوا الثراء بفضل التسويق الشبكيّ، هَذِهِ الشركات هدفها الوحيد يكمن في نسج أكبر شبكة مُمكنة من المنخرطين، الَّذِينَ يعتبرون وقودها الأساسي في مواصلة نشاطها ذي الطابع العرفيّ ومن دون أيّ عقد رسميّ أو وثيقة تثبت مشروعيته.

وطريقة عمل هَذِهِ الشركات جد غريبة، فهي تجعل من الأشخاص المُنخرطين فيها بعد أشهر من الذهاب والمجيء ومحاولة البحث عمَّن ينخرط ضمن فريقهم يفقدون الأمل وينسحبون في هدوء ويجعلون لشخص يمل ويتيقن بأنّه قد فشل في إقناع أشخاص للانضمام إليه ليترك العمل ومعها كلّ الأموال الَّتِي أنفقها ويحتسب عوضه على الله.

ويحذّر العديد من الضحايا من هَذِهِ الشركات، الَّتِي تنشط في مدينة طنجة، ولها فروع بباقي جهات المملكة من الانخراط معهم، وذلك لعدم مصداقيتهم.

تابعنا على الفيسبوك