تواصل معنا

مجتمع

الخردلي بالشنوك : نساء على حافة الطريق بطنجة في يومهن العالمي

في الوقت الَّذِي سارعت فيه مختلف الفعاليات النِّسائية للاحتفال باليوم العالمي للمرأة، الَّذِي يصادف 08 من مارس كلّ سنة جلس بعض النسوة على حافة الطريق محاذاة مع المرافق الرئيسة لمدينة طنجة، يفترشن الأرض ويقتسمن البؤس مع مجموعة من الأطفال الرضّع في ظاهرة أشبه ما تكون بالمناطق المنكوبة بعد الحروب والكوارث الطبيعيَّة، مشهد بدا يطفو على كلّ أنحاء مدينة طنجة الكبرى، وانتقل من مرحلة التسوّل إلى مرحلة فرض أمر واقع يتعايش معه الجميع، وضع يظهر الوجه السيئ لمدينة طنجة، كما يظهر نقيض ما تدعو إليه الجمعيات النسائية، الَّتِي لم تكلف نفسها عناء الاستماع إلى هؤلاء النسوة، ولو من باب تحرّي الوضع ومحاولة القضاء على ظاهرة اجتماعية تضرّ بصورة المرأة في يومها العالمي.

مشهد تجوّل النسوة مُحمّلين بأطفال صغار على جنبات الطريق، وفي المرافق الرئيسة يطرح أكثر من علامة استفهام عن الوضع الحقيقي لهَذِهِ الفئات الَّتِي لا تكتفي بحرّ الشمس في واضحة النهار، بل تتعداه إلى مراحل متأخرة من الليل، غير مبالة بحالة الطوارئ الصحيّة، ولا بخطورة الأماكن الموجودة بها، رفقة الأطفال الصغار، وهَذَا الأمر له قراءات متعدّدة، إما أنَّ الحالة الاجتماعية لهؤلاء فاقت الهشاشة والوضع المزري أو أنهن أصبحن يمتهن هَذِهِ الحرفة الجديدة، جاعلين من (أولادهن) بضاعة تُعينهن في عملية التسوّل، وهَذَا يتطلّب تدخلًا عاجلًا من الجميع لردع مثل هَذِهِ السلوكيات عن طريق معالجتها، أو الحدّ منها كي لا تتحوّل شعارات عيد المرأة إلى مجرد طقوسٍ وممارساتٍ لا تُسمن ولا تُغني من جوع.

ضحايا العنف على المرأة لا يختزل في التحرّش والاغتصاب والاعتداءات الجسديّة واللفظيَّة، بل يقع أيضًا حين تسمح فعاليات المجتمع المدني ومختلف الفعاليات الأخرى بتشويه صورة المرأة على نمط يُوحي بانتكاسة اجتماعية ووضع مقلق تتخبّط فيه هؤلاء النسوة على مرأى الجميع ومسامعهم.

تابعنا على الفيسبوك