سياحة
الخردلي بالشنوك : ملحمة قرية بليونش العشوائية

في الوقت الَّذِي تُسابق فيها العديدُ من دول العالم الزمن، من أجل تجويد منتوجها السياحي، الَّذِي لا تُستَثْنَى منه المناظر الطبيعية من غاباتٍ وأنهارٍ وشواطئ ذهبيّةٍ، تعمدُ بعض المدن والقرى الموجودة بشمال المملكة، إلى طمس تلك المعالم والتركيز على الانتفاع الشخصي بها، دون رقابة أو مراعاة لجمالية المكان، بل لرمزيته التاريخيّة في أغلب الأحيان.
منطقة «بليونش»، ذات الأصل التاريخيّ العريق، الَّتِي تجاور مدينة سبتة، من بين النقاط السوداء، الَّتِي طُمِسَتْ معالمُها الخلَّابةُ وأبدلت ببنايات عقاريّة، بعضها يتّصف بالجمالية وحسن الذوق. فيما غالبية البنايات الأخرى المنتشرة هنا وهناك، تُعطي انطباعًا أنّها بُنيت بشكلٍ عشوائيٍّ، وأن وجودها على طول الشاطئ والبقع المجاورة له أصبحت تُعرقل تحويل المنطقة إلى وجهة سياحيّة يكثر عليها الطلب، وتُنافس بدورها باقي المناطق المجاورة لها، ويكفي لمن أرادا أن يقف على واقع الحال العشوائي المختبئ هناك، أن يقوم بجولةٍ قصيرةٍ على طول معبر الشاطئ ليلتمس التناقض الحاصل في هَذِهِ النقطة، فتارة يسلبك المشهدُ الطبيعيُّ الخلَّابُ وتارة تهنأ بوجود ملعب للقرب ومؤسّسة تعليميّة ومركز صحيّ وطرق مُعبّدة، وقبل أن يكتمل هَذَا المشهد الإيجابيّ، تتبادر إلى الواجهة بنايات شُيّدت على عجل بالطرق المشهورة وأحياء يتداخل بعضها بعضًا وبنية تحتية مفقودة.
مشهدٌ ينسيك أن المدينة حقًا كان يأوي إليها أمراءُ الأندلس لقضاء فترات الاستجمام، كما ينسيك عقد المقارنة بين المناطق المماثلة لها في الدول المجاورة وحال العشوائيّة، الَّتِي تتخبّط بها المنطقةُ، وكأنّها لا تقع تحت أيّ نفوذٍ، هَذَا إضافة إلى قلّة عقد الأنشطة والدورات السياحيّة للترويج هَذَا المنتوج النافع والاكتفاء بفئة من السكان جعلت من المنطقة باحة للراحة لا يهمها تنمية أو إحداث أي مشاريع ترفع من قيمة بليونش.
