تواصل معنا

مجتمع

الخردلي بالشنوك : كورونا مشات كورونا جات

على الرغم من مرور السنة وأكثر على الجائحة، الَّتِي غيّرت من ملامح العالم أجمع، ما زال العديد من المواطنين يرفض التعايش مع الوضع الوبائي، وأصبح التهاون والاستخفاف بالفيروس السائد في مختلف التجمعات، ما عدا المنزوعة بحكم قانون حالة الطوارئ الصحيّة، ومن يراقب أسواقنا، في العشر الأواخر من رمضان، سيدرك هَذِهِ الحقيقة دون عناء، كما سيدرك أنَّ النظام المتبع لمحاربة الوباء، أحدث انقسامًا بين الناس، وجعلت منهم فئات متفرقة، الأولى ما زالت تؤمن بمخاطر الوباء وتتقيّد بإجراءات البرتوكول الصحي، والثانية مستهترة بحدّة الوباء ولا ترى مانعًا في التجمهر والتجمعات والتبضع في الأسواق بكلّ أريحية والثالثة تعيش وسط دهشة أنَّ الوباء يتجوّل ليلًا ويختفي عند غروب الشمس، متسائلة عن جدوى التقيد بإجراءات لا يلتزم بها كلّ المواطنين؟

لا حديث للعامّة اليوم إلا عن «كورونا» الَّتِي تظهر فجأة وتختفي فجأة بمواعيد تربك الناس وتفرض عليهم قرارات، بعضُها يتقبّله الناس في إطار الاحترازات من تسجيل إصابات كبرى وقرارات أخرى مُجحفة في حقّ العديد من المواطنين، بحسب ما يتم تداوله في منصات التواصل الاجتماعي، ولعلّ الوضع الحالي الَّذِي يعيشه الناس من أسوأ فترات الجائحة لما يصدر فيه من بلاغات متكرّرة لا يستقيم للمواطنين لها أي حال، فما أن يتعوّد الناس على التعايش مع قرار حتّى ينسخ بقرار آخر يلغي ما كان قبله، وقد أصبح لسان حالهم «كورونا مشات كورونا جات».

مؤخرًا وعند ظهور سلالات مختلفة من الفيروس، بعضُها أشدّ فتكًا، تحوّل حديث الناس إلى استهزاءٍ من نسخ متحوّرة تظهر بين الحين والآخر، مُعلنةً ألَّا خلاص من الجائحة إلا بالتعايش وفق ظروفها والله المستعان.

تابعنا على الفيسبوك