الجهة
الخردلي بالشنوك : سور ترامب العظيم قريب من جبل الحبيب

على مقربة من مركز قرية «جبل الحبيب» وبالضبط في الطريق الجبلية الجديدة المؤدية إلى سوق السبت الأسبوعي، شُيّدت بناية على نمط البناء التقليدي للقصور وحداثة في الفضاء الداخلي، وقد ضُرب بينها وبين أبناء القرية بسورٍ، يُوحي أن صاحبه معجبٌ بشخصية أمراء الأندلس، أو أن ذوقه نابع من كثرة أمواله، إذ لا يعقل أن تُشيّد بناية على ذاك النمط وسط منطقة جبلية لا يصل إليها إلا الساكنة أحيانًا، وتنقطع عنها الأرجل في أحايين كثيرة.
والظاهر من غير أيّ نبش في التفاصيل، أنّ الغرض الَّذِي أنشئت من أجله هو التباهي، إمّا نكاية في مجموعة مُعيّنة أو انتصارًا لذاتية بلهاء لا يشبع رغباتها سوى بناية استغرقت من أجل إحداثها سنوات طوال، وما زال العمل فيها جاريًا ليوافق شكلها طبع صاحبها.
ولنحسن الظن ولو قليل، فإنّ البناية تسلب عين الناظر إليها وتُؤثث لفضاء يصلح للسياحة الجبلية، إن قرَّر صاحبها فتح الأبواب المغلقة، وتحويلها لمشروع استثماري يعود بالنفع عليه أوّلًا وعلى ساكنة المنطقة ثانيًا، ولعلّ ذلك يشفع له الجهد الكبير في تسييج هَذِهِ البناية، وكأنَّها شيدت لمقاومة الزلازل والحروب، أو لنُحسن الظن أكثر ونقدر أنّ صاحب القلعة أراد منها أن تكون منارةً للمنطقة، ويُصنع له تاريخٌ مجيدٌ بتشييده بنايات على مرّ الطريق، يتّحدث عنها كلُّ من مرَّ بها يستمتع بها أوّلًا، ثُمّ يحوّلها لمعلمة تفتح بابها للزوَّار بهدف التعريف بتراث هَذِهِ المنطقة الخلَّابة، الَّتِي أضحت وجهة زوّار من مختلف المشارب، ولها مستقبل سياحيّ، وهو ما سيرفع من قيمة البناية المُشيّدة على طراز سور ترامب العظيم.
البناية المُشيّدة من حيث الجمالية والإبداع في تلك المنطقة تحديدًا، ربَّما هي الوحيدة الَّتِي حازت قدم السبق في التشييد، ونتمنّى أن يكون غرض إحداثها هو تنمية المنطقة والمساهمة في إنعاشها سياحيًا، وألَّا يكون السور المُشيّد بها، قد أُنْجِز بغرض التباهي لا أقل ولا أكثر، وأن غاية الغاية من ذلك هو التفاخر باستحواذ على قطعة كبرى من أراضٍ قرويةٍ يُباح فيها كلّ شيء وإنْ كان مبالغًا فيه.
