تواصل معنا

سياسة

الخردلي بالشنوك : سماسرة يقرعون طبول الانتخابات

تسارع نفس الوجوه، الَّتِي تنزل قبل المعركة الانتخابية، إلى الساحة لاستقصاء الأخبار، أوّلًا لإظهار قربها من المجتمع، ثانيًا لتأكيدها لمَن يدفع أكثر أنَّها على صلة وصل مع أطياف المجتمع.

وتنقسم هَذِهِ الكائنات المُشوّهة إلى أقسام مُتنوّعة، منها مَن يحمل الولاء التام لحزب لم يُقدّم له سوى بطاقة مُزخرفة، بها اسمه وصورته وعضويته، الَّتِي تضر أكثر مما تنفع، وهَذِهِ الفئة يسهل ترويضها، فهي تكتفي بدفء الانتماء وتطربها الشعارات، وتجد لذتها في حمل مفاتيح الأبواب لقاعات المقرّ والإشراف الخارجي على اللقاءات، الَّتِي يحضرها من همّ أقل شأنًا منه. فيما يتميّز الصِّنف الثاني من الكائنات الانتخابيَّة إلى البلطجة المحترمة، وهَذِهِ الفئة لها صولاتٌ وجولاتٌ في معارك الانتخابات، فهي من تتكلّف بالترويع والتراشق بالكلمات النابية، وتستخدم كقوّة ردع للأصوات النشاز داخل الأحزاب، وما يُميّزها عن غيرها أنَّها صاحبة سوابق في هَذَا المجال، وتم ترويضها خصيصى لهَذَا الشأن، وغالبًا لا يتجاوز معدل معرفتها المستوى الابتدائي، إن حالفها حظ الجلوس في مقاعد الدراسة، فكلما كانت أكثر جهلًا كانت أشد شراسةً من غيرها وأنفع لحزبها، علمًا ألَّا دوام لها في حزب معين.

مجموعة سماسرة الانتخابات لا تنتظر موعد الإعلان الرسمي عن انطلاق الحملات الانتخابية، فمِن فرط حبّها المبالغ فيه لممارسة الفعل الوحيد، الَّذِي تتقنه تبادر الأخيرة إلى شنّ حروبٍ استباقيةٍ للخصم، الَّذِي قد يتحوّل بين ليلة وضحاها إلى زبون تُطاع جميع أوامره، فئة من هؤلاء تتقن أدوارًا متعدّدةً للذي يدفع أكثر، وغالبًا ما تجعل نفسها كلب فداء للقضاء على خصم بعينه أو خصوم مُحتملين، وتقتات من فتات الفتات في هَذِهِ الحملات، وهي بارعة في عملية الصيد، وتنتقل بين الناس مُحمّلةً بملفات وخواتم طبع لا نفع فيها، ولا مضرة موهمة المواطنين أنَّ ربَّ عملها بيده حلّ كلّ المعضلات، التوظيف المباشر، ورخص البناء، وفتح المطارات، والمشاريع الوهمية، ولا إشكال لديها في تنفيذ الطلبات غير أن عرضها محددٌ في مدة زمنية لا تتجاوز يوم الاقتراع.

تمركز هَذِهِ الفئات في قلب المدن الكبرى، وتنتشر وسط الأحياء الشعبية وفي القرى والمداشر، مكاتبهم تُوجد في المقاهي وعلى أبواب المؤسَّسات العموميّة، وفي الأسواق ومختلف الأزقة والشوارع، شعارهم «عمار بزاف تدي بزاف» يقتتون على أصوات المواطنين ويتحيّنون جميع الفرص من أجل الظفر بزبون سمين، لا يفقه في السياسة إلا هَذَا المنحى البئيس، ولله في خلقه شؤون.

تابعنا على الفيسبوك