سياسة
الخردلي بالشنوك : حقيبة دون وزارة

من المفروض أن يكون هناك تعديلٌ حكوميٌّ بعد طبيعة اشتغال العديد من الوزارات، وَفْقًا لتقسيمات الأخيرة، الَّتِي فرَّخت مُنتدبين وكتَّاب وزارات وعناوين كبرى لوزارات لا تعرف –على ما يبدو– أدوارها الكاملة بعد، بل إنَّ بعض الحقائب الموزعة لم نسمع عن إنجازاتها يومًا سوى خرجات إعلاميّة، وتدشين منصات رقميّة وبهرجة حول حدث لا يسمن ولا يُغني من فشل، أمُّ هَذِهِ الوزارات الفانية الوزيرة المنتدبة لدى وزير الشؤون الخارجية والتعاون الإفريقي والمغاربة المقيمين بالخارج، مُكلّفة بالمغاربة المقيمين بالخارج.
عنوان لا أظن أنَّ حقيبةً واحدةً بإمكانها التكفّل بكلّ هَذِهِ المهامّ الجسام، ما عدا إن اختزلت كل هَذِهِ الصفات في مشاريع لا تتجاوز ندوات وسفريات واستقبالات هنا وهناك والانتشاء بأرقام ومعدلات تصدر أحيانًا وتخجل من الظهور في أحايين كثيرة، حقيبة السيدة الوزيرة لا يوجد في جعبتها إلا مشاريع متكرّرة والإشراف على مسابقات وجوائز وإصدار خطابات لا يستفد منها مغاربة الداخل، ناهيك عن المقيمين خارج حدوده، الَّذِينَ أجزم عليهم بالعشرة ألَّا ارتباط لهم بالوزارة سوى في عملية إحصاءهم.
كل هَذَا يمكن أن نتجاوز عنه الطرف ونضعه جانبًا في مقابل الحركة النشيطة، الَّتِي تقوم بها الوزارة مُؤخّرًا، وطبعًا بعد حلّ مشكل العالقين من تلقاء نفسه، بعد أن اختفت الوزارة والحقيبة والسيدة الوزيرة المحترمة جدًا، ولم تكلف نفسها عناء الظهور إلا مع اقتراب انتهاء فترة الحكومة، وهَذَا له تفسيران اثنان لا خامس لهما، إما أنَّ الحقيبة أفرغت بتاتًا ووجب تعويضها بحقيبة أخرى أكثر رواجًا بعد تجربة فاشلة، لم يغنم منها المغاربة المقيمون في الخارج ولا المقيمون في الداخل، سوى توزيع بعض الإكراميات والتمتّع بالسفريات والمشاركة بعروض بئيسة لا ضر منها ولا نفع.
وخير ما تختم به الوزارة الفارغة فترة ولايتها المنتهية قبل البدء، هو ترك المجال للكفاءات الَّتِي خصّصت لها السيدة الوزيرة مُؤخّرًا لقاءً تحت عنوان: «لقاء العمل بين السادة الوزراء واتحاد العام لمقاولات المغرب حول الانتعاش الاقتصادي بالمغرب وتقوية مساهمة الكفاءات ورجال الأعمال والمستثمرين المغاربة عبر العالم»، ولكم تقتلني هَذِهِ العناوين الكبرى الَّتِي تتعب الإعلاميّين في أثناء تغطية الحدث، كما تلقي بضبابية على الهادف المنشود من إقامة مثل هَذِهِ اللقاءات، وفي الأخير تقبّلوا منَّا فائق الصبر على تحملكم طوال مدة مكوثكم داخل الحقيبة، الَّتِي لم تخرجوا منها إلا حين نفاد رصيدها والله المستعان.
