سياسة
الخردلي بالشنوك : انتخابات بطعم الوباء

لعلّ أكثر الناس حرصًا (ودعاءً) بأن تنقضي محن الجائحة وتعود الحياة إلى مجراها الطبيعي هَذِهِ الأيّام، فئة السياسيّين الَّتِي ترى في الظرفية الحالية أكبر عائقٍ لها في ممارسة حملاتها الانتخابيّة على الشكل المعهود، تجمعات بشرية هنا وهناك وتفريق خطبٍ لسياسيّين يتعثّرون في الكلام أكثر من تعثّرهم في إنجاز الوعود المُعلنة في الحملات السابقة.
ما تعشيه المملكة اليوم يُصعّب من عملية شنّ حملات انتخابية بأريحية كبرى، ويجعل من أمر التواصل مع المواطنين أمرًا صعبًا من أوجه عديدة لعلّ من أبرزها:
- نفاد صبر المواطنين من حيل الوجوه السياسيّة، الَّتِي غيّر الزمان من ملامحها، ولم يُغيّر من صلابة وجوهها في إعادة نفس الطرق بنفس الكلام مع تلميع للبرنامج الانتخابي وتجويد مقتضياته في الأوراق فقط.
- الظرفية الاجتماعية الَّتِي يعيشها المواطنون اليوم لا تحتاج إلى خطاباتٍ ميّتة وشعارات زائفة ووعود لا يتحقّق منها سوى فوز المرشح ما يرفع من فرضيتين اثنين أوّلها العزوف عن الانتخابات بسبب هَذِهِ العينة، أو الاصطدام مع الشارع.
- محاولة كسب ودّ المواطنين وإرضائهم مؤقتًا بغية جرهم إلى صناديق الاقتراع، لم يعد يجدي نفعًا بالوسائل الَّتِي يعتمدها المُهرّجون السياسيّون في حملاتهم الانتخابيّة، الَّتِي بدأت بعض ملامحها تخرج إلى العلن.
لكل هَذِهِ الأسباب وغيرها، إضافة إلى ارتفاع بسيط في معدل الوعي لدى شريحة كبيرة من المجتمع بسبب إقبالها على الهواتف الذكية ومنصّات التواصل الاجتماعي، الَّتِي حاولت الأحزاب بدورها اختراقها والاستعانة بها من أجل تسخينات لانتخابات باردة، عنوانها الأبرز معالجة أضرار الجائحة، الَّتِي عرَّت عن فشل هَذِهِ الهيئات، كما كشفت عن واقع اجتماعي يتطلب إصلاحًا كبيرًا لا تربطه أي صلات بالإصلاحات الوهمية، الَّتِي يحملها السياسيّون معهم في الحملة الانتخابية ويضعونها جانبًا بعد حصاد أصوات الناس.. والله ينعل لميحشم.
