مجتمع
الخردلي بالشنوك : الكيافة أكبر المتضررين من طوارئ رمضان

لعلّ أكبر المنتظرين لقرار السلطات حول برنامج رمضان المعتمد في فترة الجائحة، هم المدمنون على المخدرات بشتّى أنواعها، الَّذِينَ يضيفون إلى رمضان نكهاتٍ شعبيةً خاصة عند كلّ موسم، بحيث لا يخلو شارعٌ أو زقاقٌ من مجموعة مُكوّنة من هَذِهِ الفئة الاستثناء في الشهر الفضيل، فئة يختلف أفرادها اختلافًا في الشكل واتّحادًا في المضمون، فيجتمعون في ليالي رمضان على جرعات متنوعة من المخدرات، ويفترقون في نهاره على أبسط الأمور، بل إنَّ البعض يتمادى هَذَا الفراق ليجعل منه أصلًا للخلاف، فلا يطربه سلام الأحبّة ولا مجالسة الأقران، وتجده دائمَ البحث عن أدنى سبب يُشكّل منه حدثًا ليُعبّر عن امتعاضه الشديد من الصيام ومن شهر رمضان، وسرعان ما يتحوّل هَذَا الشعور إلى جرعات إيمانيّة عند الأذان الأوّل من صلاة المغرب، ويتقوّى هَذَا الشعور في ليالي القدر، وفي الليلة الأخيرة من رمضان، الَّتِي يُعدُّ لها هَؤُلَاءِ طقوسًا خاصّةً بتوديع شهر لولا أنَّ غطاء الدين يستره لتمرّدت عليه هَذِهِ الفئة أكثر مما هي عليه الآن.
وضع الكيافة في رمضان أشبه بالشخص المصاب بداء «السيدا»، لا يقترب منه الأفراد إلا بحيطة وحذر، ولك أن تتصوّر نماذجَ من هَذِهِ العينات المنتشرة في الأسواق المالكة لمحلات تجاريّة، يرتادها المواطنون عن خشيةٍ وخوفٍ، ولا تنتهي نوادرُ هَؤُلَاءِ في رمضان بين عربدة في الشوارع الرئيسة أو الصياح بألفاظ تخدش الحياء في الشارع العام أو بمضاربة تنتهي بحوادث مميتة، كلّ هَذَا تلميحٌ على أن شهر رمضان يُصعّب عليهم عملية استنشاق المخدر واستعماله في الوقت المحدد.
تذمّر فئة الكيافين من قرار الإغلاق، إن تمّ الأخذ به لا لحاجة في الصلاة ولا الصيام كما يدعي البعض، بل لتشديد الخناق على السهرات الليليَّة، الَّتِي تحلو بعد نهار متعبٍ، يقضيه أغلبهم في النوم تعبيرًا منهم على سوء أحوالهم، ما يحسب لهَؤُلَاءِ في الشهر الفضيل أنَّ الفئة الَّتِي تمتهن التجارة، تصبح لها سلطة البيع بالقوّة لأيّ زبون اقترب للسؤال عن ثمن البضاعة أو معاينتها، وهَذَا يعني أن من اقترب إما أن يشتري برضا المُحشّش أو أن يستمع إلى نغمات مختلطة من كلام السوق، هَذَا إن حالفه الحظّ وترك سالمًا في حال سبيله. والله يسمحنا من رمضان الحبيب.
