تواصل معنا

مجتمع

الخردلي بالشنوك : الطوندوس الإسلامي لا حشمة لا عار

مع حلول شهر رمضان المبارك، تتكاثر البرامج الدينية، بل يتمّ الإكثار من عرض المسلسلات المطبوعة بطابع تاريخي ديني يؤنس المسلمين في هَذَا الشهر الفضيل، ويمهد لهم التعرّف على صرحهم الإسلامي العتيد، برامج تلفزية ومسلسلات دينية خلقت الحدث لسنين عديدة خلال شهر رمضان، أحدث بعضها خلافًا بين العلماء بسبب الموادّ المعروضة أحيانًا وبسبب القداسة الَّتِي يحظى بها بعض الأعلام في التاريخ الإسلامي.

اليوم وبعد أن قلّ هَذَا الإنتاج ولضعف الإقبال من شرائح مختلفة للمجتمع على التلفزة والبرامج الدينيّة، وبعد إغلاق المساجد وانخفاض معدل التواصل مع الفقهاء والأئمة والاعتماد الشبه الكلي على تقنيات بديلة للصورة لا تحتاج إلى كبير عناية لإيصال الفكرة لآلاف الناس بشكل يسير وبمداخل مربحة، برزت على الساحة أسماء لا يربطها بعالم الدين إلا محاولة النبش عن الشهرة، ولو كلفها ذلك التطاول على قضايا الدين والدمج بينه وبين الموادّ، الَّتِي اشتُهر القوم بها.

وبما أن الوصول إلى العروض الَّتِي يتداولها هَؤُلَاءِ سهلة المنال ولا تقع عليها أي رقابة من جميع الجهات، فقد استباحت الأخيرة نصوص الدين الإسلامي والترامي على حقل كان بالأمس القريب يحظى بكبير عناية واهتمام وبرمزية خاصّة عند العام والخاص.

ما يتم تداوله مؤخرًا لمقاطع فيديو على المباشر من بعض الفئات يظهر قمة العبثية، الَّتِي وصل إليها المجتمع في تعامله مع تقنيات التواصل الحديثة الَّتِي تسمح للكلّ بأن يمارس ما يحلو له، كما تظهر خطورة عدم تقنين استعمال هَذِهِ الوسائل وردع المتطاولين على بعض الحقول والتخصّصات وعلى رأسها الحقل الديني، الَّذِي يعاني من هؤلاء.

ممارسة الشعائر الدينيّة، ليست هي خوض الحديث في نصوص القرآن والتفسير والانفتاح الديني المنشود من طرف البعض، لا يعني التهكم على نصوص الشريعة وفتح المجال لكلّ من هبّ ودبّ أن يخاطب الناس في أمور تدينهم، ولو ترك هَذَا الباب مفتوحًا، فلعلّنا نرى في القادم من الأيام دينًا جديدًا يرعاه أشباه هَذِهِ الفئة، ويصبح بذلك تدين المغاربة مضرب الأمثال في جميع أقطار الأرض. والله ينعل لميحشم.

تابعنا على الفيسبوك