مجتمع
الخردلي بالشنوك : الحريك في رمضان رحلات مؤجلة وعربدة بالليل والنهار

لم يستثنِ وباء «كورونا» فئة الحراكة من تدهور أوضاعهم المزرية، فبعد أن أُعْلِن قرارُ إغلاق الحدود بين المملكة المغربيّة وباقي الدول الأوروبيّة، انخفض معدلّ الهجرة السّرية بشكلٍ كبيرٍ، ما دفع البعض إلى الاستعانة بحلول بديلة، ريثما تعود الأمور إلى سابق عهدها.
ميناء «طنجة المتوسط» الَّذِي أصبح أكبر فضاء يجتمع فيه قاصدو الهجرة السريّة من النوع العادي، الَّذِي لا يملك مالًا لإيجاد حيلة أخرى غير الاختفاء بإحدى مقصورات الشاحنات، مع الاعتماد على انشغال صاحبها وانشغال رجال المراقبة من أمن وحراسة خاصة، تدخل في إطار محاربة هَذِهِ الظاهرة داخل فضاءات الميناء وإهمال الطرق المؤدية إليه أو بعض المرافق التابعة له، الَّتِي ستصبح عمَّا قريب تحت رحمة الحراكة.
إنَّ إيجاد بديل مناسب لهَذِهِ الفئة أصبح ضرورةً، عندما حُوّلت الوجهة من ميناء طنجة المدينة إلى ميناء طنجة المتوسط، فالأوّل كان أخف ضرر مُقارنةً مع الميناء الجديد، الَّذِي شُيّد في مناطق شبه معزولة، صعَّبت الأمر على هَذِهِ الفئة، خاصّةً في مرافق الأكل والشراب والمبيت.
وهو الأمر الَّذِي تداركته هَذِهِ المجموعات بتعاون فيما بينها، على إيجاد مسكنٍ قريبٍ من الميناء يقيهم حرّ البرد، معتمدين في ذلك على أساليب جديدة للتزوّد بحاجياتهم، بلغ حدها إلى مضايقة جميع السيّارات والشاحنات العابرة إلى الميناء، مُحوّلين وجهته إلى منطقة استثنائية لا رقيب عليها سوى الحراكة.
اليوم ونحن نعيش هَذَا الشهر الفضيل مع قلة الحركة بفضاءات الميناء، رفع هَؤُلَاءِ من سطوتهم على المكان، وأصبح مجرد العبور من هناك، سواءً بالنسبة للمواطنين أو السياح الأجانب.
