سياسة
الخردلي بالشنوك : التشرميل الانتخابي في حُلّة جديدة

بوادر السعادة بادية على مُحيّا بعض الوجوه، الَّتِي تتصدّر مجالس الحملات الانتخابيّة، لا لحنكتها السياسيّة أو لخبرة مجالها في صياغة الخطابات والمهرجانات السياسية، بل لأدوار البلطجة الَّتِي تلعبها داخل الحزب، الَّذِي يدفع أكثر.
ويستعين بهَذِهِ الفئات للترغيب والترهيب في استمالة المواطنين وجني أصواتهم، وخلق دروع واقية تحسبًا لطوارئ النزاعات الَّتِي قد تخلق بين فئة أو أخرى أو للانتصار على مجموعة دون أخرى داخل الحزب الوحيد، المهامّ الموكلة إلى هَذِهِ الأجسام البشرية تقتصرُ على أدوار العنف فقط ورفع شعارات وسط الأزقّة والشوارع، وأكثر ما تتمنّاه هَذِهِ الأصناف هو مواجهة أصنافها الأخرى في الحملات الانتخابية الموازية لها.
وبما أنّ الوقتَ الراهنَ وقت أزماتٍ ماديّة نتيجة شهور الجائحة، فقد كشَّرت الأخيرة عن أنيابها متسائلة وبإلحاح شديد عن موعد انطلاق الحملات الانتخابيّة أكثر من المرشحين أنفسهم؟
البعضُ من هَذِهِ العينات له خبرةٌ وحنكةٌ في هَذَا المجال تجعله على دراية وافية بخريطة العمل السياسيّ، وعلى الرغم من تكوينه البسيط في مجال الدراسة، إن حالفه الحظ يومًا في الولوج من باب المؤسّسات التعليمية، فتجده حافظًا الشعارات الانتخابيّة لجميع الأحزاب ولا يكلف نفسه إلا استبدال اسم الحزب الَّذِي سيدفع له مقابل أكبر في الحملة المقبلة.
الصفيحُ الساخنُ الَّذِي تعيش على وقعه الحملات الانتخابيّة في المدن والقرى يتطلّبُ وفادةً كبيرةً من هَذِهِ العيّنات البشريّة، الَّتِي لا تنقرض ولا تحمل شعار نهاية الصلاحية، طالما أن الأحزاب تتهافت عليها لتحقيق مآربها في مجال العنف والمشاحنات الجسديّة والكلاميّة.
