سياسة
الخردلي بالشنوك : أجسام غريبة تختار لنفسها أنصارًا للانتخابات في العالم الافتراضي

ما زالت عجائب السياسيّين لا تنقضي، وهي تظهر للأسف الشديد حقيقة ما نحن مقبلون عليه في حالة انتصار هَؤُلَاءِ في المعارك الانتخابيّة، وظفرهم بمناصب تستوجب في شخصها الاتّصاف بالحكمة والدهاء لا بالبلادة والغباء، كحال بعض النماذج الَّتِي أعياها سوق التباهي بقصد تلميع اسمها الميت والعودة السريعة لكسب ودّ المواطنين، لكن سوء اختيارها كسوء تدبيرها لا ذوق فيه ولا جمالية، هَذِهِ النماذج تحاول عبثًا أن تخرج في مظهر عصريّ وشبابيّ لتُوحي للمتلقي أنّها تناسب جميع الحقول والأزمنة، وأنّ مظهرها البئيس بإمكانه أن يتلون بحسب الظروف التكنولوجية، متباهية بوجود مكان لها وسط العالم الافتراضي، وإن كان مظهرها يضحك أكثر مما يؤلم.
مؤخرًا ظهرت بعض الصفحات الافتراضيّة، تحمل صورًا وأسماء لشخصيات سياسية بالمدينة، مصحوبة بتدوينات أشبه ما يكون بالحملة الدعائيّة، الَّتِي تسبق المسلسلات الكوميديّة، من بين هَذِهِ النماذج اسم اختار لشعار صفحته أنصار… ولست أدري ما الَّذِي يقصده هَذَا المُحنّك تحديدًا بلفظ الأنصار، الَّذِي يمكن توظيفه في جميع السياقات، ما عدا السياق المصاحب للتدوينة ولصاحب الصورة، الَّذِي على ما يبدو يستعد لشنّ حملات سابقة لأوانها، ليكون سبّاقًا للنزول إلى حلبة السباق في العالم الافتراضي، الَّذِي يجهل مخاطره، وإن كان الأخير هو الباب السهل الَّذِي يلج إليه قاع المغفلين وأصحاب الهمم العالية؟
صديقنا اختار كتوطئة لصورته أو اخترت له تدوينة تتشابه مع النغمات، الَّتِي يطلقها مطربو الأعراس الشعبية، حين يبادرون إلى تحية عملاق من العمالقة الحاضرين في هَذِهِ المناسبة، جهد وعناء لو بدل بحقّ في تسيير الشأن العام لاستغنى صاحبنا عن صورته الشخصية وعن الكلام المبعثر هنا وهناك، ومن يدري ربَّما للرجل أنصارٌ من طينته يتوهمون ما يتوهم، ويوافقونه على عظيم غباوته وحسن بلادته.
