في الواجهة
الحلوف حلال الحلوف حرام.. «الحلوف» كاد يعصف بعمل لجنة المرافق بجماعة العبدلاوي

ممَّا سبقت الإشارة إليه، عند كل مقال يتم تناوله عن جماعتنا العتيدة، أنَّ عجائب الدَّهر لا تنقضي من هَذَا المجلس المبارك، الَّذِي ما زال في سلته السحريّة، مفاجآت ومفاجآت، آخرها تحوّله إلى مجلس افتاء يصادق على بيع الخمور بحجّة بيعها للأجانب فقط، وداخل الحانات والفنادق الكبرى، والله أعلم أيّ معيار تتم من خلالها عملية الفرز بين الأجنبي والسكير المغربي؟ نفس الغموض الَّذِي لم يلقَ له حلّ عند لجنة المراقبة بالجماعة الطاهرة المباركة.
النقاش الدائرُ حول تحليل الخنزير أو تحريمه أشغل فريق حزب العدالة والتنمية المُسيّر للأسف الشديد مدينة بحجم طنجة، يُشكّل الأجانب والسيَّاح فيها نسبة كبيرة، مُقارنةً بباقي المدن الأخرى الَّتِي لم يُشكّل بها ذبح الخنزير وبيعه أي إشكال، بل جعلته من ضمن الموادّ المُخصّص بيعها للأجانب المقيمين داخل مدن المغرب.
جدول أعمال المجلس العتيد، أنهى جميع المهامّ المنوطة به، بعد أن سيَّج المدينة بمزارع ونباتات، ولم يتبقَ له إلا الفصل في حلية الخنزير وكيفية ذبحه ومنعه لغير المسلمين طبعًا.
لجنة المرافق الَّتِي لا تجتمع إلا على شرّ، أبدت رأيها ولم نعرف −لحدود الآن− من المقصود بالخنزير الحرام، ربَّما يكون لهَذَا المجلس الموقر نوعٌ خاصٌّ من الخنازير يحرم عن غيره من باقي الأنواع الأخرى، أو ربَّما تلقى فصيلة الخنازير من يخلصها من دار الإفتاء هَذِهِ، الَّتِي تغافلت بحكمها عن مجموعة كبيرة من الأجانب، الَّذِينَ لن يستوعبوا طبعًا إباحة الخمر وتحريم الحلوف، وقد تتوهّم جماعتنا العظيمة أنَّها بهَذَا الإنجاز غير المسبوق ستُلمّع صورتها الإسلاميَّة، مُؤكّدة بذلك للعوام أنَّ آخر وتر يُمكن العزف عليه قبل بدء الانتخابات هو الحلوف، «وجمع معنا الوقفة اسي راه جلد الحلوف ماشي حرام وصافي غليظ ميصلحش نالعزف».. والسلام حرام.
