تواصل معنا

مقالات الرأي

الثقافة الهدامة في الفضاء الافتراضي

في مذكراتها.. سألت انديرا غاندي والدها: ماذا يحدث في الحرب؟

 رد والدها عليها: ينهار التعليم والاقتصاد.

 قالت: وماذا يحدث بعد انهيار التعليم والاقتصاد؟

 أجابها والدها: تنهار الأخلاق.

 قالت: وماذا يحدث أيضًا لو انهارت الأخلاق؟!

 رد عليها بمنتهى الحكمة: وما الَّذِي يبقيك في بلد انهارت أخلاقه؟

يستطيع الإنسان أن يتعايشَ في أيّ مجتمع فيه بعض النقص الغذائيّ الاقتصادي الترفيهي..  إلا انعدام الأخلاق والسبب: أنه يسود اللئام والسفلة وتذهب الأعراف والقوانين والخير، ويتحوّل كلّ شيء إلى غابة، وبهَذَا تصبح الحياة الكريمة شبه مستحيلة.

وهَذَا تحديدًا عين ما سنحصده في المستقبل، إن لم نتدارك وبحزم البؤس الثقافي، الَّذِي يتخبّط فيه هَذَا الجيل، خاصّةً الجيل المرتبط بفضاءات التواصل الاجتماعي، الَّذِي نزع عنه صفة الواقعية وانخرط في غرف هَذِهِ الفضاءات، الَّتِي أضحت تُشكّل له المصدر الأول في تلقي الخبر، وتلقي المعلومة، بل مصدرًا رئيسًا للتكوين العلميّ والثقافيّ.

علمًا أنَّ أغلب ما يُتداول في هَذِهِ الفضاءات، يأتي على شكل نصوصٍ ومختارات أدبيّة، أو على هيأة قُصاصات علمية لا رقيب عليها أو حسيب، ويعتمد أغلبها على خطاب الشعارات المختصرة، ونسب بعض الأقاويل والحكم إلى أعلام من كلّ مجال، ليتم في الأخير دمج جميع هَذِهِ المعلومات ووضعها في جبة المتلقي، ليخرج بدوره إلى المجتمع، مخاطبًا إيّاه بصفة العالم المُثقّف.

ما نزرعه اليوم من صمت على هَذِهِ النكبة، بدأنا نحصد ثماره في الوسط الثقافي، الَّذِي يشهد للإبداع فيه، لمن يثقن لغة الكلام واستحضار شواهد مُؤثّرة من غرف هَذِهِ الفضاءات، ولمن يجلب أكبر عددٍ من المتتبّعين داخل غرف التواصل، الباب السهل الَّذِي يلج منه كلّ من تعذّر عليه الوصول إلى سدّة العلم عن طريق البحث والتكوين في الأماكن المخصصة للدرس وعند أهل الاختصاص.

تابعنا على الفيسبوك