تواصل معنا

سياسة

التقطيع الانتخابي الجديد بطنجة.. لعبة الاحتمالات قد تعصف بحظوظ منتخبين معروفين

في ظلّ الاستعدادات للانتخابات المحلّيَّة المقبلة في طنجة، تثار العديد من التساؤلات بشأن احتمالات التقطيع الانتخابي وتأثيرها على حظوظ المرشحين التقليديين في كلّ منطقة.

ويُعدُّ التقطيع الانتخابي عاملًا حاسمًا في تحديد نتائج الانتخابات، إذ يمكن لتغيير حدود الدوائر الانتخابية أن يُؤثّر تأثيرًا كبيرًا في فرص المرشحين بالفوز.

وحسب مصادر لجريدة “لاديبيش” فإنَّ هناك مقترحاتٍ لإعادة رسم حدود الدوائر الانتخابيَّة في طنجة بهدف تحقيق توزيع أكثر توازنًا للسكان والناخبين، وهذا التغيير المحتمل قد يؤدي إلى إعادة تشكيل الخريطة السياسية في المدينة، ما يثير مخاوف بعض المنتخبين المعروفين من فقدان قواعدهم الانتخابية التقليديَّة.

من بين هؤلاء المنتخبين، هناك من يعتمد اعتمادًا كبيرًا على دعم مناطق مُعيّنة، وبالتالي فإن أي تعديل في حدود هذه المناطق قد يضعف من حظوظهم في الانتخابات المقبلة.

وعلى سبيل المثال، إذا تمّ دمج منطقة ذات أغلبية داعمة لمرشح مُعيّن مع منطقة أخرى ذات توجهات مختلفة، فقد يؤدي ذلك إلى تقليص فرص هذا المرشح في الفوز.

من ناحية أخرى، يرى بعض المراقبين، أنَّ التقطيع الانتخابي الجديد قد يفتح المجال أمام وجوه جديدة للمنافسة، ما يُعزّز من ديناميكية العملية الانتخابية في المدينة، فالتغييرات المحتملة قد تسهم في كسر الاحتكار السياسي لبعض المنتخبين المعروفين، وتتيح الفرصة لمرشحين جدد للتعبير عن رؤاهم وبرامجهم الانتخابيّة.

ومع ذلك، يبقى السؤال بشأن مدى تأثير هذا التقطيع على التمثيل العادل للسكان، ففي حال تم تصميم الدوائر الانتخابية بنتيجة تخدم مصالح فئة معينة على حساب أخرى، فقد يؤدي ذلك إلى تشويه العملية الانتخابيّة وتقويض ثقة المواطنين في المنظومة الانتخابية. علاوة على ذلك، فإن أي تغييرات غير مدروسة قد تخلق حالة من عدم الاستقرار السياسي، ما يضع تحدّيات أمام تحقيق مشاركة فعالة لجميع الفئات في العملية الانتخابية.

وفي هذا السياق، تدعو بعض الفعاليات المدنية والسياسية إلى ضرورة مراعاة مصالح المجتمع المحلي في عملية رسم حدود الدوائر الانتخابية، لضمان تحقيق توازن يعكس التنوع السكاني والجغرافي للمدينة، كما يشددون على أهمية الشفافية في هذه العملية، وتجنّب أي انزلاق قد يؤثر في نزاهة الانتخابات، بالإضافة إلى ذلك فإنّ تعزيز الثقافة الديمقراطية بين الناخبين قد يساهم في الحدّ من تأثيرات التقطيع الانتخابي في كل الأحوال.

وتجدر الإشارة، إلى أنَّ هناك سوابقَ في بعض المدن الأخرى، إذ أدَّت تغييرات التقطيع الانتخابي إلى خلق ديناميكية جديدة في المشهد السياسي، بينما في حالات أخرى كانت وسيلة لخدمة مصالح ضيقة، لهذا فإنَّ المتابعة المستمرّة والمراقبة المدنية تبقى ضرورية لضمان عدالة العملية، علاوة على ذلك فمن الضروري أن يأخذ هذا التقطيع في الاعتبار تطور الكتلة الناخبة والتغيرات الديموغرافية التي قد تُؤثّر في التوزيع العادل للتمثيل السياسي، فمع تزايد عدد السكان وتوسع المناطق الحضرية يصبح من اللازم تحديث الدوائر الانتخابية بطرق تعكس هذه التحولات.

وتبقى احتمالات التقطيع الانتخابي في طنجة وتأثيرها في حظوظ المنتخبين المعروفين موضوعا يثير الكثير من الجدل والنقاش، وكلما اقترب موعد الانتخابات تزيد الصورة اتضاحا، خاصة فيما يتعلق بالكيفية التي قد تؤثر بها هذه التغييرات المحتملة على المشهد الحزبي في المدينة، ومدى انعكاسها على مستقبله.

 

تابعنا على الفيسبوك