مجتمع
«التريبورتور».. يتسبب في فوضى وعشوائية بأزقة طنجة وشوارعها

انتشرت خلال السنوات الأخيرة بمختلف أرجاء المغرب ظاهرة الدراجات النارية الثلاثية العجلات، الَّتِي تُسمّى «التريبورتور»، حيث ساهم ثمنها المنخفض في سرعة انتشارها بمختلف المدن، إضافة إلى قيامها بأدوار مُتعدّدة، ومنها نقل البضائع، بل تعدى ذلك إلى مستوى نقل المواطنين، وهناك من حوّلها كأداة للتجارة كبيع بعض الوجبات الخفيفة والسريعة.
ولكون صغر حجم «التريبورتور» وقدرته على الدخول في الأزقة الضيّقة، فقد تم الاستعانة به من مختلف التجّار بطنجة، لنقل بضائعهم واحتياجاتهم اليومية من الخضر والفواكه والأسماك. وعوّض ذلك العربات الحديدية المجرورة «الكارو» الَّتِي كان يقوم أصحابها بنفس العملية.
حجم الطلب المتزايد على «التريبورتور» أدخل فضاءات المدينة العتيقة والأحياء الشعبية في إشكالية كبيرة تتعلّق بالازدحام والفوضى، الَّذِي باتت تخلقه وسيلة النقل هَذِهِ، خاصة بعد عودة التجارة غير المنظمة داخل الأزقة، بعدد من الأحياء.
ويتسبّب إصرار سائقي «التريبورتور» على الدخول في وقت الذروة داخل مجال المدينة في إحداث فوضى كبيرة، خاصّةً عندما تلتقي دراجتان في نفس الوقت وفي تجاه معاكس، ما يُؤدّي أحيانًا إلى الوقوع في مشاحنات وملاسنات مع المواطنين.
وبدأ عددٌ من المواطنين يعبرون عن امتعاضهم من هَذَا السلوك، حيث يقوم بعض أرباب «التريبوترور» بالسير بشكل سريع وقوي متجاهلين الازدحام والممرات الضيقة، ما قد يتسبب في تعريض المواطنين لمخاطر الاصطدام أو الدهس على الأقدام.
محمد بن يحي، متتبع للشأن المحلي بطنجة، أكَّد لجريدة «لاديبيش» أنّ ظاهرة «التريبوترور»، أصبحت تكرس العشوائية والفوضى، فبقدر ما هي آلية يعتمد عليها فئة من الأشخاص، الَّذِينَ يعانون الهشاشة والفقر، بقدر ما نجد غالبية أصحاب هَذِهِ الدراجات غارقون في الفوضى وغير مبالين، حيث لا يتحملون المسؤولية تجاه الآخرين، وهَذَا ما يبرز تسبّبهم في بعض حوادث السير الخطيرة.
ويضيف بن يحي في غياب مبادرة تقنين هَذِهِ الظاهرة، أظن أن أشكال العشوائية سوف تتعدد، الأمر الَّذِي سيدخل المدينة لا محالة في فوضى عارمة.
