تواصل معنا

سياسة

البق ما يزهق: نجيب بوليوف و«التحياح» الفايسبوكي

انتهى زمن الكلام والبروباغاندا السياسيّة، نتيجة الانتخابات كانت كفيلة أن تدخل نجيب بوليف إلى النفق الضيّق وتحشره في الزاوية، خصوصًا أنَّ عضو الأمانة العامة لحزب العدالة والتنمية تحوّل بين ليلة وعشية إلى ناشط فايسبوكي، يكتب في كلّ دقيقة تدوينة، يهاجم من خلالها الفرقاء السياسيّين ويبتزّ ويُشكّك عن طريق كلام لا يستند لأيّ واقع حقيقي. تدوينات بوليف كانت تهدف إلى التسخين الانتخابيّ، حيث وجد نفسه في موقع افتراضي وحيدًا يُغرّد خارج السرب، لم يستطع الترشّح ولم تكن له جرأة تقديم النقد الذاتي ومحاولة الوقوف على مكامن الخلل من أجل النهوض من الكبوة، بل تمادى ورفض الهزيمة وصار يتحدّث بكلام عامة الناس، فتارة يتحدّث عن الدولة العميقة وتأثيرها في نتيجة الانتخابات، ومرّة أخرى يتحدّث عن استهداف الحزب بسبب الإصلاحات الَّتِي قام بها، وليته لم يتحدّث عن الإصلاحات الوهمية الَّتِي جعلت المغاربة يقبلون من صبيحة يوم الاقتراع على الصناديق وهمّهم الوحيد إسقاط حزب الإسلاميّين، الَّذِي فشل في قيادة الحكومة لعشر سنوات، لم يُقدّم فيها أيَّ إضافة تُرجى، غير أنّه أصلح حال قادته المادية، ووسّع الهوة بين الطبقات الاجتماعية بقرارات لا شعبية أو ديمقراطية، وبدل أن يعتذر بوليف للشعب المغربي، رفع شعار التخوين لكلّ المعارضين متهمًا إيّاهم بخدمة أجندات معيّنة، هو في الواقع كلام لا يليق بوزير سابق وبأستاذ؛ كون واجب التحفظ والمسؤولية يفرض نقاش الأمور في مجالسها وليس «بالتحياح» في الفايسبوك، ولو أن مشروع قانون رقم (22.20) مُرّر لكان بوليف بين المسائلين عن الاتّهامات المجانية.

تابعنا على الفيسبوك