مجتمع
البق ما يزهق : تخفيف الإجراءات المعروضة ديما تربح

أخيرًا انتشى المُلقحّون بصالح أعمالهم وواجبهم الوطني، وأضحى بمقدورهم اليوم أن يتفاخروا بمبادرتهم إلى الالتزام بحملة التلقيح، الَّتِي أتت أُكلها وصاحبتها إجراءات تخفيف، منحت للملقحين ما كانوا يتغنون به أمام منتقديهم، اليوم وبعد أن رفعت العديد من الحواجز وفتحت أبواب التنقّل وأبواب الولوج إلى المؤسّسات العامة والخاصة، وأقفلت في وجه من امتنع عن تلقيح نفسه، بدأ الناس ينقسمون أقسامًا ثلاثة في هَذَا الشأن، قسم منتشٍ بهَذَا المنجز الصحي، ويطمح إلى العودة السريعة لمزاولة الحياة الطبيعية، متناسيًا ما أحدثه الوباء من تغيرات أضرّت بالصالح والطالح، وهَذَا القسم يهمّه الشقّ الاقتصادي أكثر من الجانب الصحي، وقسم ثانٍ انتشى نسبيًّا بإجراءات التخفيف، ويرى أنَّ الوقت ما زال طويلًا لمزاولة جميع أنشطة الحياة الطبيعيّة متحفظًا على ما تبقى من إجراءات السلامة الصحية، من تجنب الأماكن المزدحمة وارتداء الكمامة في الأماكن العموميّة، والتقيد بكلّ ما يحجب عنه الإصابة بالوباء، وهَذَا الصنف ربَّما يُمثّل اليوم الأقلية الكبرى.
وشقّ ثالثٌ وهو الأكثر حضورًا، لا يهمه الوضع الصحي ولا الضرر الاقتصادي، بقدر ما يهمّه العودة بأسرع ما يمكن إلى ممارسة طقوسه اليومية بشكل اعتيادي، وهَذَا الصنف هو الأكثر انتشاءً بقرارات التخفيف، فليله طويلٌ، ونهاره مليء بأحداث لا تتجاوز الارتباط بالمقهى والجدال في كل موضوع، وتصيد الفرص لخلق تجمّعات تشعره بالمؤنسة وتنسي عنه هموم الوحدة، وهو يتفاخر بعدم تجاوبه لحملات التلقيح بالرغم من أخذه الجرعة الثالثة، وهَؤُلَاءِ المُنظّرون يرون أنَّ «كلّ معروضة سوف تربحهم».
