سياحة
الاختناقات المرورية تشغل بال مسؤولي طنجة.. وبوادر موسم سياحي غير مسبوق
عرفت مدينة طنجة على امتداد السنوات الماضية العديد من المشاريع التنموية، جعلت منها مركزًا اقتصاديًا يسعى لتعزيز تنافسيته الإقليمية وتطوير البنية التحتية الأساسية وتحسين الخدمات الاجتماعية المقدمة للمواطنين.
وبفضل تسارع وتيرة التنمية بالمنطقة، التي خلقتها العديد من المشاريع الكبرى والمستمرة، تمكنت عاصمة الجهة الشمالية للمملكة بشكل خاص، من لعب دور مهم في التنمية الاقتصادية للبلاد، عبر جذب الاستثمارات وتركيز رؤوس الأموال والموارد والخدمات، وجعلها في طليعة المدن المرشحة لاحتضان التظاهرات الكبرى وفي مقدمتها مباريات كأس العالم 2030.
ورغم مجموعة من الإجراءات التي سبق وأن اتخذتها المصالح المعنية بمدينة طنجة من أجل تحسين السير والجولان، بالمدينة عبر التشوير الطرقي، ما تزال الاختناقات المرورية حاضرة بقوة.
وبالنظر إلى طبيعة مدينة طنجة التي تغلب عليها الأنشطة الخدماتية في المركز والأنشطة الصناعية في الأطراف، فإن المحاور الطرقية ورغم التقدم الكبير الذي تم في سبيل توسيعها وتنويعها ما زالت تقع تحت ضغط تنقلات العمال والعاملات من وإلى محل إقامتهم في مدينة طنجة، حيث تلعب المحاور الدائرية دورا حيويا في تيسير حركة المرور بمختلف والمداخل والمخارج الرئيسية للمدينة.
ومن أكثر المناطق التي تُعد مسرحا للارتباك في حركة السير والجولان، خلال هذه الفترة، ساحة الجامعة العربية، نظرا لكونها محورا رئيسيا يربط بين أكثر فضاءات المدينة المفضلة لدى الساكنة والزوار على حد سواء، فضلا عن كونها ملتقى لمدخلي طنجة الشرقي باتجاه مدينة تطوان والجنوبي باتجاه مدينة الرباط.
وكانت وكالة إنعاش وتنمية أقاليم الشمال، قد أعلنت في وقت سابق عن عملية لإعداد مخطط التنقل الحضري المستدام لمدينة طنجة، بتنسيق مع مكتب خبرة سويسري متخصص، حيث ينتظر كثير من الساكنة الطنجاوية أن يجري تفعيل مخرجاته المنتظرة، إذ يعد تحرك الوكالة خطوة استباقية ومرحلة جديدة ضمن جهود تيسير وضبط حركة السير والجولان في أفق معالجة بعض أوجه القصور التي تسبب الازدحام في المحاور الاستراتيجية داخل مدينة البوغاز أو في المعابر الطرقية التي تربط طنجة بضواحيها، خاصةً حيث توجد المناطق الصناعية ومرافق سياحية وخدماتية مهمة، التي تعد الامتداد الطبيعي لعاصمة البوغاز.
وقد دفعت حيوية وآنية هذا الملف كل من والي جهة طنجة تطوان الحسيمة، وعمدة طنجة للتعجيل بالتنقل -مطلع الشهر الجاري- لحضور أطوار اجتماع مركزي حول الموضوع بالعاصمة الرباط.
كما عقد مؤخرا رئيس مجلس جماعة طنجة؛ منير ليموري، لقاء مع مستثمرين صينيين وممثلي مؤسسات فاعلة في قطاع السير والجولان، وخلال هذا اللقاء الذي حضره كل من نائب رئيس المجلس، محمد غيلان الغزواني، ونائب رئيس المجلس المكلفة بقطاع السير والجولان، سمية العشيري، تم استعراض التجارب الفضلى في مجال تدبير قطاع السير والجولان وأحدث الممارسات المعمول بها في هذا الجانب، كما تم أيضا الوقوف على المستجدات التقنية والتكنولوجية ذات الصلة بتدبير هذه المنظومة المرفقية الحيوية.
وكانت سلطات طنجة قد صادقت مؤخرا على ملف إحداث نفقين جديدين، وذلك في إطار العمل على تخفيف الضغط على الشريان الطرقي بمدينة طنجة.
وحسب مصادر لجريدة «لاديبيش»، فإن عدة اجتماعات تم تنظيمها بمؤسسات عمومية بطنجة منذ بداية الشهر الجاري، لبحث معضلة اختناقات الشريان الطرقي بمدينة طنجة، التي باتت تشكل كابوسا حقيقيا، وتجعل كثيرين يتفادون المرور وسط المدينة، في ظل غياب بدائل جديدة.
وحسب المصادر نفسها، فقد اقترح مشروع إحداث مسالك طرقية تربط طريق الرباط بالطريق الدائري لمنطقة عين مشلاوة، وأخرى تربط الطريق الدائري بطريق الرباط، وكذا طريق المجاهدين بمنطقة بوبانا. وتضيف المصادر أن فتح هذه المسالك الجديدة، سيضمن انسيابية حركة السير والجولان، خصوصا ومدينة طنجة مقبلة على احتضان تظاهرات رياضية دولية.