تواصل معنا

مقالات الرأي

إمارة المؤمنين من ثوابت الدين بالمملكة المغربية الشريفة

         امتاز الفكرُ الدينيُّ بالمغرب، عبر جميع الأزمنة باحتوائه فسيفساء جامعة لمذاهب المحاسن الإسلاميّة، عقيدةً وفكرًا وسلوكًا وتشبثًا بإمارة المؤمنين، وهي ثوابت ومُرتكزات بُني عليها الخطاب الدينيّ السمح والمعتدل. وتُعدُّ هَذِهِ الثوابت من أوثق العُرى، الَّتِي تجمع شمل المُسلمين وتُوحّد صفّهم على منهجٍ واحدٍ دون تفرقةٍ أو خلافٍ، وقد امتاز عهدُ أمير المؤمنين وحامي حمى الملّة والدين، جلالة الملك محمّد السادس، بعهد تجويد الخطاب الدينيّ وتأطيره وسط المؤسّسات والمجالس والهيئات العلميّة، الَّتِي تشتغل داخل نسقٍ واحدٍ ضامن لاستقرار الممارسات الدينيّة على النهج الصحيح.

         خطاب يعمل على تقوية الروابط بين أمور الدين والواقع، دون انفصالٍ عن الزمان والمكان والمحيط مع مراعاة للتجديد والعصرنة في رحاب العقلانية والترشيد القويم لمختلف الفضاءات الدينيّة، بدءًا من تحديد مظاهر الاجتهاد، داخل النسق الدينيّ وانتهاءً عند إظهار القيم السمحة للدين الإسلاميّ وربطها بالقيم الكونية المشتركة من تحقيق العدل والنهوض بالأخلاق والإسهام في نشر الدين القيّم بين جميع الخلائق.

مظاهر إصلاحيّة كبرى عرفها الحقل الدينيّ في العهدِ الزاهرِ، الَّذِي يدعو إلى تكريس الشمائل المغربيّة، عبر مختلف القنوات، مُعتمدًا في ذلك على الخصوصية المغربيّة المتجلّيَّة في العقيدة الأشعرية والفقه المالكيّ والتصوّف الجنيدي وإمارة المؤمنين، الَّتِي تُعدُّ ثابتًا أساسًا في جميع المشاريع الدينيّة، الَّتِي أزهرت في العهد السامي. مشاريع ركَّزت أساسًا على إصلاح الفرد وتنمية المجتمع مع نشر دعوة الانفتاح على جميع الخلائق.

نهجٌ مباركٌ حقَّقت من خلاله المملكة المغربيّة أهدافًا ساميةً مكّنته من ترسيخ قيم الوسطية والاعتدال وتعميمها، داخل أقاليم المملكة المغربيّة، وامتدادًا إلى باقي البقع الأخرى، الَّتِي أشادت بالدور الكبير، الَّذِي حقَّقه الحقلُ الدينيُّ المغربيُّ، واعتباره أنموذجًا يهتدى به في القارة الإفريقيّة، وما الإقبال الكبير الَّذِي تعرفه مؤسّسة محمّد السادس للعلماء الأفارقة ومعهد محمد السادس لتكوين الأئمةِ والمرشدين بهَذِهِ الديار لدليل صادق على النجاح الكبير في تجويد الخطاب الدينيّ وانفتاحه على باقي القيم والمبادئ، الَّتِي تجعل الإنسان في قلب المعادلة الدينيّة.

إنّ تشبّث المغاربة قاطبةً بإمارة المؤمنين، هو حفاظ على الوحدة والاستقرار وضامن أساس في صون الفكر الدينيّ بالمغرب، الَّذِي حافظ على امتداد أصالته لعهودٍ زمنيّةٍ طويلةٍ.

تابعنا على الفيسبوك