في الواجهة
أين وصل مشروع المدينة الذكية التي تحدث عنها البشير العبدلاوي؟

بعد انصرام أزيد من ستين يومًا على نهاية الولاية الانتدابية لحزب المصباح على رأس المجلس الجماعي لطنجة، الولاية الَّتِي أقرّ فيها المجلس برنامجَ عمل، تجاوزت قيمته الإجمالية 7 ملايير درهم، دون أن تنجح الجماعة في تنفيذ العديد من المشاريع الَّتِي التزمت بها.
وكان المجلس الجماعي لطنجة، قد صادق على برنامج عمل يضمّ 7 محاور، تتعلق بالبيئة والتعمير والتنمية المستدامة، الحكامة الجيّدة وتحديث الإدارة والمدينة الذكية، الديمقراطية التشاركية والعلاقة مع المجتمع المدني، المرافق والتجهيزات العمومية الجماعية، النقل والتنقل الحضري، التنمية الثقافية والرياضية، ثُمّ التنشيط الاقتصادي وتحسين مناخ الأعمال، كلها محاور التزمت بمقتضاها الجماعة بتنزيل 12 برنامجًا يضمّ 103 مشاريع، ضمن البرنامج الَّذِي سُطر له إطار زمني يمتد من سنة 2017 إلى حدود سنة 2022.
برنامج عمل الجماعة، الَّذِي التزم فيه المجلس الجماعي بالمساهمة بأزيد من مليار درهم، تشهد العديد من برامجه تأخرًا ملحوظًا، خاصّةً برنامج المدينة الذكية، الَّذِي ما زال غير مدرجٍ ضمن اهتمامات الجماعة، في حين لا تزال معظم البرامج غير مُكتملة بعد نهاية الولاية الانتدابية للمجلس، وعلى بُعد أسابيع قليلة من سنة 2022.
ويستهدف «برنامج المدينة الذكية» تحويل طنجة إلى مدينة ذكية ومستدامة، وذلك عبر إرساء قواعد المدينة الذكية وإدماج التكنولوجيا في إدارة المدينة، وكذا إدماج التكنولوجيا في التدبير البيئي. ويشمل البرنامج، خمسةَ مشاريعٍ تهم بالأساس، إعداد خارطة الطريق للمدينة الذكية، وإنارة عمومية ذكية، إدماج التكنولوجيا في التدبير البيئي، والتنقل الذكي، وتطبيقات معلوماتية خدماتية للعيش الذكي (living smart).
وسبق لمجلس البشير العبدلاوي، أن نشر حصيلة الجماعة، خلال الولاية الانتدابية 2015-2021 في شكل كتاب، يتضمّن منجزات المجلس، غير أنّه لم يتضمّن أيَّ إشارة إلى «برنامج المدينة الذكية ومآله». وحسب مصادر لجريدة «لاديبيش»، فإنّ ضعف التنسيق بين المتدخلين المؤسّساتيين ومنهم المنتخبون، ومشكل التواصل بين المتدخلين المحليّين والمركزيّين، تُعدُّ أهم العراقيل الَّتِي تقف في وجه إنشاء المدن الذكية، إضافة إلى مشكل التمويل، حيث إنّ كلفة هَذَا التحوّل جد باهظة ما يتطلّبُ التفكير في السبل الكفيلة بحلّ هَذَا الإشكال، وولوج جميع فئات المجتمع إلى الخِدْمات الأساسية بسهولة.
ويرى متابعون، أنَّ الطريق لا تزال طويلة أمام تحقّق مثل هكذا مشاريع، خاصّةً في غياب تصوّر واضحٍ بشأن «المدن الذكية» باعتبارها مفهومًا جديدًا، فالحديث عن «مدينة ذكية» بالمغرب غير واضح المعالم، كونه لا يزال مجرد أفكارٍ وتصوّراتٍ تناقش من حين لآخر.
