آخر الأخبار
أنشطة نهب رمال الشاطئ تهدد مستعملي الطريق بتهدارت

شهدت طريق تهدرات ضواحي مدينة طنجة، حادثة سير خطيرة، تسببت فيها دراجة ثلاثية العجلات، في أثناء محاولتها الهروب بشحنة مسروقة من الرمال، ما أسفر عن إصابة شخصين بجروح متفاوتة الخطورة.
وحسب مصادر لجريدة «لاديبيش» فإن سائق التريبورتور كان يحاول الهرب عبر طرق فرعية غير مُعبّدة، ومعه شحنة من الرمال المنهوبة من الشواطئ القريبة، قبل اصطدامه بسيارة كانت تسير بالطريق الوطنية، مُخلّفًا خسائرَ ماديةً جسيمةً وإصابات، قُدّرت مدة العجز فيها بـ25 يومًا.
وأوردت المصادر نفسها، أنَّ سائق الدراجة لاذ بالفرار من مكان الحادث لوجهة غير معلومة، تاركًا هَذِهِ الأخيرة بجانب الطريق، وبسبب عدم توفر الدراجة على وثائق أو أوراق ثبوتية، ولم تُعرف هُوية سائق الدراجة، لتستمر عملية البحث عنه من قبل الجهات المختصة.
وتُعاني عدة شواطئ بطنجة من أنشطة سرقة الرمال من طرف مافيات تعمل في نهب الرمال وبيعها لشركات البناء، وقد بدأت تظهر أثار هَذِهِ السرقة على مساحات مهمّة من رمال شواطئ طنجة.
وتسببت عمليات النهب المستمرة، وكذا جرف الرمال في تغيير خطير لشواطئ المنطقة، بعد أن تسببت الحفر العميقة والممتدة على مساحات كبيرة، في تشويه معالمه، حيث أكَّد مهتمّون بالبيئة بأنّه إذا لم يتوقّف هَذَا الاستهتار، فإن الشاطئ يتجه نحو كارثة بيئية حقيقية.
وتتحدَّى الشبكات الاجرامية الَّتِي تنشط في سرقة الرمال، القانون وتشوش على القطاع المهيكل وتدمر النظم البيئية، كما أنَّها تستعمل أساليبَ خطيرةً في عمليات نهب الرمال، ما يُؤثّر سلبًا في الشواطئ المنهوبة، ويحوّلها إلى سواحل بلا رمال، وهو ما يقضي عليها بيئيًّا وإحيائيًّا.
وتتركز معظم جرائم نهب الرمال البحرية من الشواطئ الأطلسية والمتوسطية لطنجة بمناطق الغندوري، خليج طنجة، هوارة والجبيلة والغابة الدبلوماسية وسيدي قاسم وساحل تهدارت، وتضيع على الاقتصاد الوطني وخزينة الدولة مئات الملايين من الدراهم. ومع التوسع العمراني وازدياد المشاريع العقارية بطنجة، اتّسعت الظاهرة لتشمل سرقة الرمال من شواطئ خارج مدينة طنجة ونقلها بشكل سري إلى مستودعات حتّى يحين موعد تسليمها.
وحسب مصادر لجريدة «لاديبيش» فإنّه يجري تهريب أطنان من الرمال المنهوبة من سواحل العرائش، وإدخالها إلى طنجة، باستعمال مختلف الآليات المتوفرة، وبعدها تُوجّه سرًا صوب أوراش البناء وغيرها، في تحدٍ واضحٍ لكل القرارات المرتبطة بالحدّ من استنزاف رمال هَذِهِ الشواطئ، نظرًا لمخاطرها على المناخ والمحيط، بناءً على تقارير علمية رسمية في الموضوع.
وكانت تقارير إعلامية، قد تحدَّثت عن وجود مستودعات للرمال بمنطقة «كروز الجيلالية»، وأخرى توجد بطريق جماعة ريصانة بإقليم العرائش، حيث تفرغ الحمولات المنهوبة بتلك المستودعات الَّتِي يشتري أصحابها تلك الرمال، قبل أن يعيدوا بيعها إلى تجَّار الرمال بمختلف المدن الشمالية، وغالبيتها توجه إلى اكزناية ومدينة طنجة وضواحيهما.
