سياحة
طنجة تشعل فتيل الصيف : بـــرامـــج تنشيطيَّة متنــوعــة تستقطب الــــــزوار من كل الجهات
مع بداية فصل الصيف، ترتدي مدينة طنجة حلّتها السياحيَّة المعتادة، وتستعد لاستقبال آلاف الزوار من مختلف مدن المملكة وخارجها، في مشهد يتكرّر كل سنة ويمنح للمدينة ديناميَّة خاصة، تعكس مكانتها كوجهة صيفيَّة مُفضّلة لدى المغاربة والسياح الأجانب على حد سواء.
فمنذ مطلع شهر يونيو، بدأت الملامح الأولى لموسم الاصطياف تتشكّل على شواطئ طنجة، فامتلأت الكورنيشات برواد البحر، وازدادت حركة السير على الطرق الرئيسيَّة المؤديَّة إلى المدينة، في وقت يعرف فيه قطاع الإيواء نموًّا متسارعًا في الحجوزات، سواء على مستوى الفنادق المصنفة أو الشقق المعدة للكراء القصير.
ويسجل الفاعلون في المجال السياحي ارتفاعًا ملحوظًا في عدد الوافدين خلال الأيام الأولى من الصيف، خاصّةً من أفراد الجاليَّة المغربيَّة المقيمة بالخارج، الذين اختاروا طنجة لقضاء عطلتهم الصيفيَّة، بالنظر إلى ما تُوفّره المدينة من تنوّع جغرافي وثقافي وخدماتي، يجعل منها نقطة جذب طبيعيَّة.
الأنشطة الصيفيَّة هذه السنة تشمل عروضًا موسيقيَّة ومهرجانات محليَّة، بالإضافة إلى مباريات رياضيَّة شاطئيَّة، ومسابقات للأطفال، وفنون الشارع التي أضحت عنصرًا أساسيًّا في تنشيط المدينة خلال أشهر الصيف، إذ تُنظَّم هذه الفعاليات في ساحات مفتوحة مثل ساحة الأمم وكورنيش مرقالة وحدائق المنتزهات الكبرى.
كما تشهد المدينة تنظيم زيارات موجهة إلى المعالم التاريخيَّة، مثل القصبة، ومغارة هرقل، والمدينة القديمة، إضافة إلى جولات في الميناء الترفيهي الجديد “مارينا طنجة”، الذي أضحى بدوره من أبرز فضاءات الجذب خلال المواسم السياحيَّة. وفي هذا السياق، تُسجل أوساط مهنيَّة ارتياحها للتفاعل الإيجابي الذي تبديه العديد من الجهات مع متطلبات الموسم، خاصّةً على مستوى تنظيم الفضاءات العموميَّة، وتحسين خِدْمات النظافة بالشواطئ، ونشر الدوريات الأمنيَّة لتأمين الزوار.
رغم بعض التحديات المرتبطة بالكثافة المروريَّة في بعض الأحياء المركزيَّة، فإنَّ مدينة طنجة تُظهر قدرةً كبيرةً على احتواء أعداد الزوّار، بفضل تنوّع فضاءاتها، ووجود مرافق ترفيهيَّة وخِدْمات سياحيَّة متكاملة، تُمكّن الأسر من قضاء عطلة صيفيَّة ممتعة وآمنة.
وتبقى الآمال معلّقة على استمرار هذه الديناميَّة طوال موسم الصيف، بما ينعكس إيجابًا على الحركة الاقتصاديَّة المحليَّة، ويُسهم في دعم قطاعات حيويَّة كالنقل، والمطاعم، والخدمات، والسياحة الثقافيَّة، خاصةً أنَّ المدينة باتت تُشكّل جسرًا فعليًّا بين إفريقيا وأوروبا، وحاضنة لصيف متجدد كل عام. طنجة إذن لا تكتفي فقط ببحرها وشمسها، بل تحرص على تقديم عرض سياحي متنوّع يلبي مختلف الأذواق، ويعيد التوهج لمدينة عُرفت عبر التاريخ بأنَّها ملتقى الحضارات وملاذ الباحثين عن الجمال والهدوء في آن واحد.


