تواصل معنا

في الواجهة

هي طنجة وليست قندهار

إنّك هنا في طنجة المدينة الضاربة في القدم، الَّتِي لا تترك لزوارها فرصة الاحتفاء بها، نظرًا للعادات والتقاليد الَّتِي يتميّز بها، ونظرا لجمالية وموقع البلد، بالمقابل تهميش وإقصاء كبير يكرس من طرف سياسيي المدينة في حق عددٍ من الأحياء.

فمنذ تولي صاحب الجلالة محمّد السادس العرش، عرفت مدينة طنجة ازدهارًا كبيرًا، بفضل عنايته المولوية، حيث أراد من خلال مشروع طنجة الكبرى أن يجعل من طنجة قطبًا اقتصاديًّا وطنيًّا وأيضًا دوليًا، من خلال الميناء المتوسطي، الَّذِي أصبح من أهمّ الموانئ الدوليّة والعالميّة، ومن أهم الوجهات السياحية العالميّة، غير أنّ مشروع طنجة الكبرى لم يُحقّق المبتغى منه.

فالمشروع المذكور سلفًا، كان يهدف إلى الاعتناء بعددٍ من الحياء الهامشية لتأهيلها قصد مواكبة الازدهار، الَّذِي تعيشه المدينة بصفة عامة، لكنّ المسؤولين، أرادو الاعتناء بواجهة المدينة وتأهيلها لتكون واجهة المدينة، بالمقابل هناك التناسي الكلي للأحياء الهامشية، لتجعلك تظن أنك في «قندهار وليس طنجة؟»

منطقة الرهراه

كلّ شيء يوحي لك أنّك في البادية وليس بالوسط الحضاري، حيث البناء العشوائي منتشر بشكل مقرف، ومشاكل «واد الحار» والإنارة، والنقل العمومي، ومشكل الأمن والأمان، رهراه لحدود الساعة لم تدخل ضمن أولويات المدينة، بالرغم أنها تنتمي لمقاطعة طنجة المدينة، وهي المقاطعة الَّتِي ينتمي إليها الحي المُشيّد عليه «القصر الملكي».

الهرارش

المنطقة المنتمية لمقاطعة المغوغة بقرب من حي السانية وطنجة البالية، منطقة عشوائية بامتياز تعرف ظهور عددٍ من سماسرة البناء العشوائي، ومع بروز هَذَا النوع من البناء تبرز عدّة مشاكل وظواهر اجتماعية أخرى، المشكل الحقيقي في هَذِهِ المنطقة، كونها تظل على البحر، وتعرف امتلاك قطع أرضية لبارونات المخدّرات، لكنها منطقة سوداء في ظل طنجة الكبرى.

خندق الورد

منطقة تابعة لمقاطعة بني مكادة، وجودك بها يجعلك تشعر وكأنك موجودٌ بـ«قندهار»، قلة المواصلات العمومية وقلة الأمن، مشاكل بجملة عند حلول كلّ فصل شتاء وبناء عشوائي لا يمكن حصره نهائيًا.

خندق الورد، لا صلة للاسم بالمكان، فلا مكان للورود هناك، كلّ شيء مظلم لا يمكن للحديث عن مشروع طنجة الكبرى، في ظل وجود مثل هَذَا الحي، ووجود مشاكل اجتماعية يحتشم الإنسان من ذكرها في هَذِهِ الألفية.

العوامة

العوامة وما أدراك ما العوامة، العوامة الحضرية المنتمية لمقاطعة بني مكادة، والعوامة القروية، القاسم المشترك بينها، أنَّ كلاهما ينتميان للعالم القروي، فالعوامة «الحضرية» بين قوسين، تضمّ أحياء مثل الشريعة 2، وحي فاطمة وغيرهما من الأحياء يستحيي، من وجودهم في طنجة الكبرى.

البناء العشوائي ينطق في كلّ مكان يخاطبك، ويحدثك ويقول لك أنا هنا، موجود، ووجود مرتبط بغياب أبسط الحاجيات، غياب الإنارة في بعض الأحياء، وغياب واد الحار، أمَّا النظافة فحدث ولا حرج.

كلّ شيء ببعض أحياء العوامة تجعلك تنطق وتصرخ في وجه المسؤولين، فطنجة الواجهة ليس هي طنجة الهوامش طنجة الفقراء، فللمسؤولين طنجتهم وللفقراء أيضًا طنجتهم.

تابعنا على الفيسبوك