تواصل معنا

آخر الأخبار

نيويورك تايمز: طنجة ذات إرث متنوع تنبض بالحياة

تناولت الصحافية تارا ستيفنز من «نيويورك تايمز» عددًا من الأماكن الَّتِي ينبغي زيارتها في طنجة، إضافة إلى أماكن الإقامة المناسبة للسيّاح الأمريكيين، مُشيدةً بمناخ المدينة وطبيعتها الرائعة.

وهَذَا نص المقال:

تقع طنجة على بُعد حوالي 20 ميلًا من إسبانيا على طرف شمال إفريقيا، إذ يلتقي المحيط الأطلسي بالبحر الأبيض المتوسط، وقد ظلت جنةَ مرغوبة لعدة قرون. حكمها الفينيقيون والإمبراطورية الرومانية والخلافة الإسلاميَّة، كما كانت تحت سيادة البرتغال وإسبانيا وإنجلترا وفرنسا.

بعد الحرب العالمية الثانية، كانت المدينة منطقة دولية –تديرها عدّة دول– حتى حصل المغرب على استقلاله عام 1956 واستعاد السيطرة الكاملة عليها.

لقد ساعد هَذَا الإرث المتنوّع وهَذِهِ المناطق المحيطة ذات المناظر الخلابة على جذب تيار مُستمرّ من الكتّاب والفنّانين في منتصف القرن العشرين، في ذروة البوهيمية، إلى المدينة.

واليوم، يعد ميناء طنجة المتوسطي هو الأكبر إفريقيًّا، ويعمل كحلقة وصل للتجارة الدولية.

يبلغ عدد سكان المدينة حوالي 1.3 مليون نسمة، وتعج الشوارع بمزيجٍ من اللغات العربيَّة والفرنسيَّة والإسبانيَّة والإنجليزيَّة، ويتواصل عدد من السكان المحليين بسهولة فيما بينهم.

ليس من المستغرب، نظرًا لهَذَا التاريخ الغني، أن تكون الهندسة المعماريّة عبارة عن مزيج من الأساليب، بدءًا من المنازل المطلية باللون الأبيض في القصبة إلى فنادق «آرت ديكو» الباهتة ودور السينما في المدينة الجديدة، الَّتِي أقيمت في النصف الأول من القرن العشرين. لكن التطورات الجديدة الأكثر إلحاحًا في المدينة لا يقودها المغتربون بل السكّان المحليّون.

خمس دقائق سيرًا على الأقدام من مقهى غران كافيه دو باريس يؤدي إلى شارع خالد بن الوليد (المعروف أيضًا باسم كالي فيلاسكيز)، وهو شارع يقع في قلب الحي الإسباني القديم، إذ يقوم الشباب الطنجاويون بإحياء الحي ببطء.

ستجد هنا Le Kiosk، وهي مكتبة ومطبعة يديرها هشام بوزيد، مؤسس الجمعية الثقافية Think Tanger، بالإضافة إلى صالات عرض معاصرة مثل «زاوية» الَّتِي افتتحتها نجوى الهيتمي، بعد أن أطلقت العام الماضي مساحةً ثقافيّةً تُسمّى «مصنع» يستضيف حفلات الجاز والمتحدثين والمعارض بين الحين والآخر.

أما مصممة الأزياء كنزة بناني، فهي مواطنة من مدينة طنجة، مؤسّسة شركة New Tangier، وهي علامة تجاريّة لحقائب اليد والملابس تعمل على تحديث الملابس والإكسسوارات المغربية التقليديّة.

هناك أيضًا منزل سارة ويلر، للا يينو، الَّتِي كانت تاجرة أعمال فنية إنجليزيّة مُتخصّصة في التصوير الفوتوغرافي في مطلع القرن العشرين، ومنزلها، الَّذِي يتسع لـ10 أشخاص، هو مزيج من الجبلي والهياكل المعمارية البسيطة والكثير من المنسوجات المخططة، مع جرعة كبيرة من الطابع البريطاني المريح. كما نجد «ميمي كالبي»، وهو منزل مستقل يعود إلى القرن التاسع عشر تحول إلى فندق بوتيكي على حافة المدينة القديمة مع حديقة مورقة.

تتمتع إقامة La Tangerina، من جهتها، في القصبة، بإطلالات خلابة عبر المضيق إلى إسبانيا، ويمكنك أن تجد أيضًا شققا في (G السوق د برا)، وهي الساحة الرئيسية الَّتِي تفصل المدينة الجديدة عن نظيرتها القديمة.

فهناك تجد نفسك في قلب المدينة، على مرمى حجر من كلّ شيء، ما يعطيك شعورًا بالعيش بشكل صحيح.

على المستوى الفنّي، تقدم «سينماتيك»، الريف سابقًا، عروضًا فنّيةً وسينمائيّةً مُثيرةً للاهتمام وأحداثًا ثقافية، إنها واحدة من أفضل دور السينما المستقلة في أفريقيا، كما أنَّ المقهى الصغير الخاص بها هو أفضل مكان لمشاهدة الحياة والناس.

تزدحم طنجة بشكل كبير في الصيف، ولكن الربيع والخريف رائعان هنا، الطقس يبقى رائعًا، والتنقل أسهل بكثير.

 

 

 

 

 

تابعنا على الفيسبوك