تواصل معنا

آخر الأخبار

منطقة شمال المغرب.. مناخ أعمال مثالي وجاذبية تُغري الشركات الإسبانية

تزخر مدينة طنجة وباقي مدن الجهة الشمالية للمغرب بنموٍّ مُتسارعٍ في الاستثمارات الإسبانيَّة، ما يعكس تطورًا ملحوظًا في العلاقات الاقتصاديَّة بين البلدين. فقد أصبحت المنطقة الشمالية للمملكة، خلال السنوات الأخيرة، وجهةً مُفضّلةً للاستثمارات الإسبانيَّة بفضل موقعها الاستراتيجي قرب أوروبا، وبنيتها التحتيَّة المتطوّرة.

وتُعد المنطقة الحرّة في طنجة، والمعروفة باسم Tanger Free Zone، وميناء طنجة المتوسط من أبرز المشروعات الَّتِي أسهمت في جذب استثمارات كبرى من الشركات الإسبانيَّة. توفر هَذِهِ المشروعات بيئة أعمال ملائمة ومزايا تنافسيَّة جعلت من طنجة نقطة جذبٍ استثماريّ مُهمّة.

وأسهمت الاستثمارات الإسبانيَّة في تعزيز قطاعات متنوعة، أبرزها الصناعات التحويليَّة، اللوجستيات، والطاقة. فعلى سبيل المثال، بدأت مجموعة «إيروم» الإسبانيَّة المتخصّصة في صناعة البلاستيك أعمالها في المغرب منذ عام 2000. ومنذ ذلك الحين، وسَّعت الشركة نطاقها لتوظف نحو 1،200 موظف مغربي، ما يعكس التزامها بالنُّمو والتوسُّع في السوق المغربيَّة.

وإلى جانب «إيروم»، حقَّقت شركات إسبانيَّة أخرى مثل: InCom Group وSuardiaz نجاحات ملحوظة، إذ تميزت «InCom Group» بإسهاماتها في قطاع المواد المركبة، بينما برزت «Suardiaz» في مجال النقل البحري. حققت هَذِهِ الشركات نجاحات ملحوظة بفضل التعاون الفعّال مع المؤسّسات المحلية وتوظيف الكفاءات المغربيَّة، ما يُعزّز النمو المشترك ويدعم الاقتصاد المحلي.

وتلعب المؤسَّسات المالية أيضًا دورًا محوريًّا في هَذَا السياق، حيث يسهم بنك CaixaBank الإسباني في تقديم الدعم المالي اللازم للشركات الإسبانيَّة الَّتِي تستثمر في المغرب. يوفر البنك خِدْمات تمويل التجارة الخارجيَّة والخِدْمات المصرفيَّة المتكاملة للشركات، وخاصة في المدن الكبرى مثل طنجة، الدار البيضاء، وأكادير. هَذَا الدعم يسهم في تسهيل العمليات التجاريَّة وتعزيز الاستثمارات الجديدة.

ويمثل الاستثمار الإسباني نحو 15% من الناتج المحلي الإجمالي للمغرب، ما يشير إلى أهميَّة العلاقة الاقتصاديَّة بين البلدين، ويُعزّز هَذَا التوجه الاستثماري الروابط الاقتصاديَّة ويخلق فرصَ شغلٍ جديدةً، مما يسهم في تحقيق التنميَّة الاقتصاديَّة المستدامة في المنطقة.

إنَّ النمو الملحوظ في الاستثمارات الإسبانيَّة يعكس ثقةً كبيرةً في إمكانيات السوق المغربيَّة وقدرتها على تحقيق توسعٍ ونمو كبيرين. من خلال الاستفادة من الموقع الاستراتيجي والبنيَّة التحتيَّة الحديثة، تواصل مدينة طنجة، وباقي مدن الجهة الشمالية، استقطاب مزيدٍ من الاستثمارات الدولية، ما يُعزّز مكانتها كمركزٍ اقتصاديٍّ حيويٍّ في شمال إفريقيا.

بالمجمل، فإنَّ التعاون بين المغرب وإسبانيا في مجال الاستثمار يُشكّل نموذجًا ناجحًا للتنميَّة الاقتصاديَّة، ويُسهم في تحقيق فوائد متبادلة تعزز من النمو الاقتصادي والاستقرار في المنطقة.

تابعنا على الفيسبوك