الجهة
محكمة طنجة الجديدة… عصافير متنوعة بأحجار متعددة

صدقت نبوءاتُ التقاريرَ السلبيَّةَ الَّتِي رفعت عن المقرِ الجديدِ لمحاكم طنجة الكبرى، وثبت حق المُشتكين من عدم توفّر جميع الشروط المُخوّلة لإنشاء مقر من هَذَا الحجم بهكذا مكان. فمباشرة بعد افتتاح المقرِّ الجديد تكاثرت الشكايات بانعدام المرافق العموميَّة في المكان، خاصّةً فضاءات ركن السيّارات، وهو المشكلُ الكبيرُ، الَّذِي كان يُعانيه أغلب مرتدي هَذَا المرفق العموميّ من لدن المواطنين والمحامين.
ph Hamouda
المقرُ الجديدُ لا يحمل الوجهَ السيّئَ فقط، بل له ميزات خاصة قد تصلح لبعض الفئات، وتضرّ بفئات أخرى من أهمها المسجد الواقع على مقربة من المحكمة، ومقر شركة «أوطاسا» لتسهيل نقل ملفات المنازعات القانونيَّة، الَّتِي تعرفها الشركة وسوق القرب للخضر والفواكه ومكان خاص للتعلم السياقة وشركة النقل «ستيام» بالإضافة إلى حمامٍ شعبيٍّ جديدٍ، ومميزات أخرى سيكشف عنها في مقبل الأيام.
مميزات تصلح لكلّ شيءٍ ما عدا إنشاء حي شبه إداريّ بطريق رئيسية تعرف إشكالية الاكتظاظ قبل إحداث المقرّ الجديد، الشيءُ الَّذِي يُثبت للمرة الآلف، أنَّ أغلب المشاريع الكبرى المُنجزة في المدينة لا تنساق لضوابط وشروط محدّدة تتوافق مع ظروف الاشتغال لدى أغلب المنشآت الجديدة، وللتعامل مع الظرفية الراهنة يُرجى من السادةِ المحامين خصوصًا، وكلّ ذي صلة يوميّة بالمحاكم أن يتوفّر على درَّاجة هوائيّة تُخوّل له الحصول على مرآب خاص للتوقّف بدل ركن السيارة في باحة سوق الجملة القديم للفواكه والخضر.

المقرُ الجديدُ للمحكمة الابتدائيَّة ومحكمة الأسرة شُيّد بطرقٍ حديثةٍ في مكان غير صالح، انطباع تتداوله شرائحُ مختلفةٌ من المجتمع الطنجاوي، الَّذِي انتظر كثيرًا مرحلة الانتقال من المقر القديم والاستفادة من فضاء جديد يقطع الصلة مع الظواهر السلبية المعمول بها سلفًا، وعلى رأسها مشكلة الاكتظاظ وتحول هَذَا المرفق إلى نقطة سوداء في حركة السير والجولان.
ومَن يدري لعلّ هَذَا التحوّل الجديد من مقر إلى آخر يكون فآل خيرٍ على العديد من أصحاب الظواهر السلبيَّة، الَّتِي يطربها اللعب في مناطق غير مكشوفة تعرف فوضى في التسيير مما يسمح لها بخلط العشوائي مع العمل المُنظّم، ومن يدري أيضًا لعلّنا في مقبل الأيام نسمع عن ظواهرَ جديدةٍ في المكان المشبوه، الَّتِي شيّدت فوقه المحكمة الجديدة.
