تواصل معنا

مجتمع

حملة التبرع بالدم لضحايا الزلزال تؤكد ضرورة إحداث مركز جديد لتحاقن الدم بطنجة‎

تفاعلًا مع النداء العاجل الَّذِي وجَّهه المركز الوطني لتحاقن الدم، للتبرع بالدم وتقديم يد المساعدة للجرحى، تقاطر مئات المتبرعين على المركز الجهوي لتحاقن الدم بمدينة طنجة، من أجل المساهمة في جهود إنقاذ ضحايا الزلزال الَّذِي ضرب منطقة الحوز.

ومع الإقبال الكبير والمتوقع في مثل هَذِهِ الحالات، بدا المركز الجهوي لتحاقن الدم بعيدًا كلّ البعد عن مواكبة الحدث بشكل سلسٍ وفعّالٍ، ما دفع المسؤولين للمسارعة بفتح أبواب المستشفى الجامعي من أجل مواكبة الأعداد الكبيرة للمتبرعين.

وتُؤكّد هَذِهِ الواقعة معاناة العشرات من المرضى وعائلاتهم، جرَّاء القصور الَّذِي يطغى على المركز الجهوي لتحاقن الدم بمدينة طنجة، الَّذِي بات محط سُخط وانتقاد المواطنين، مُنذ وقت ليس قصيرًا، بسبب ضعف الخِدْمات الَّتِي يُقدّمها، حيث تتأخر عملية منح الدم لبعض الأسر، ما يتسبّب في عواقب قد يكون ثمنها أحيانًا فقدان المريض، ما يزيد من حنق المواطنين على سير الأمور داخل هَذَا المركز.

وسبق للقائمين على المركز، أن أرجعوا الوضعية الَّتِي تعيشها هَذِهِ المؤسّسة لـ«ظروف العمل الصعبة»، حيث يشهد المركز -نظرًا إلى مساحته الضيقة- شدًّا وجذبًا بشكل دوري بين العاملين وعائلات المرضى. كما طالبوا بضرورة نقل المركز صوب مكان آخر، حتّى يتسنى القيام بهَذَا العمل في ظروف حسنة، فضلًا عن تعزيزه بالموارد البشرية.

وحسب إدارة هَذَا المركز، فإنَّ عملية تكوين مخزون الدم بحاجة إلى 70 متبرعًا يوميًّا، إذ بعد التحاليل في المختبرات قد يقل عدد أكياس الدم المتحصل عليها إلى ما بين 50 أو 60 كيسًا، مُبرزةً أنَّ احتياجات المؤسّسات الاستشفائية في عمالة طنجة أصيلة تناهز 70 كيسًا يوميًّا.

ويعرف المركز خصاصًا على مستوى الأطر الصحية، ما يجعل إجراءات التبرع ومنح الدم تسير بشكل بطيء، بالإضافة إلى أن بابه يظلّ مُغلقًا من الصباح إلى المساء، إذ يأخذ الحارس الخاص الوثائق من المواطنين عبر الباب الخارجي، ويجعلهم ينتظرون في الخارج.

وفي الصدد ذاته، سبق لبرلمانيين من مدينة طنجة أن توجّهوا بمراسلة مباشرة إلى وزارة الصحة، لمطالبتها بالعمل على تعزيز مركز تحاقن الدم بالمدينة بالموارد البشرية، على خلفية الشحّ الكبير الَّذِي تشهده المستشفيات المحلية مع نهاية الأسبوع من حيث الدم، بسبب إغلاق المركز أبوابه. وقال البرلمانيّون في مراسلتهم، إنَّ مركز تحاقن الدم بطنجة يتوقف عن العمل يومي السبت والأحد، مع انعدام تامّ للمداومة في هَذِهِ المصلحة الحيوية الَّتِي تتعلق بإنقاذ أرواح المواطنين.

وينص القانون المُنظّم لمراكز تحاقن الدم، لا سيَّما الفصل 36 منه، على إجبارية المداومة 24/24 ساعة و7/7 أيام، غير أنَّ المركز المخصص لتخزين الدماء وضمان العودة التزود بها عند الحاجة، أو في الحالات المستعجلة، يعمل طبقا للتوقيت الإداري العادي؛ خلافًا لما هو منصوص عليه في القانون.

ويطالب عددٌ من المواطنين الجهات المعنية والمسؤولة، بالتدخل العاجل لتمكين طنجة من مركز لتحاقن الدم يلائم الكتلة السكانية لعاصمة البوغاز والتطوّر الديموغرافي السريع بالمدينة.

تابعنا على الفيسبوك