في الواجهة
حضور ضعيف لاحتفالية القنصلية الفرنسية بطنجة.. هل أدت أزمة التأشيرات إلى اعتذار مسؤولي طنجة عن الحضور؟

احتضن مقر القنصلية العامة لفرنسا بطنجة احتفالية بمناسبة الذكرى (104) لانتهاء الحرب العالمية الأولى (1914-1918)، الَّتِي أقيمت صبيحة يوم الجمعة الماضي (11 نونبر)، بتشارك بين القنصليتين الفرنسيَّة والألمانيَّة، تخليدًا لذكرى الجنود الَّذِينَ لقوا حتفهم أو فقدوا في أثناء الحرب.
وترأس الحفل القنصل العام الفرنسي فيليب تروكيه، الَّذِي حضره الكاتب العام لولاية جهة طنجة تطوان الحسيمة لحبيب العلمي وزهير مكور القنصل الفخري للجمهورية الاتحادية الألمانية، بحضور جهة طنجة تطوان، وعدد من كبار الشخصيات المدنيَّة والعسكريَّة.
تخلد هَذِهِ الذكرى نهاية الحرب العالمية الأولى بتوقيع هدنةٍ بين ألمانيا والحلفاء سنة 1918، وتقيم الحكومة الفرنسيَّة سنويًا احتفالًا بذكرى إعلان الهدنة، كتقديرٍ لأرواح الجنود الفرنسيَّين وحلفائهم ممَّن قضوا أو فقدوا في الحرب. وقد مثَّل جماعة طنجة في هَذِهِ المناسبة للمرة الثانية على التوالي عصام الغاشي النائب التاسع لعمدة مدينة طنجة، حيث تخلَّف عمدة البوغاز ورئيس جهة طنجة تطوان الحسيمة.
ورجَّح متابعون أن يكون تخلّف عدد من مسؤولي المدينة عن تلبية الدعوات الَّتِي وجهت لهم من قبل المصالح القنصلية الفرنسية بطنجة، له علاقة بالتوترات المتلاحقة الَّتِي تشهدها العلاقات الدبلوماسية بين المغرب وفرنسا، منذ إعلان الرئيس الفرنسي تقليص عدد التأشيرات للمواطنين المغاربة بنسبة 50%، فيما تطالب الدبلوماسية المغربية فرنسا بموقف واضح إزاء مغربية الصحراء ومقترح الحكم الذاتي.
وحسب تقارير المديرية العامة للأجانب بفرنسا التابعة للداخلية، فإنَّ عدد التأشيرات الممنوحة للمغاربة قبل 2020 يفوق 300 ألف تأشيرة سنويا، 323 ألفًا سنة 2017، 330 ألفًا سنة 2018، 342 ألفًا سنة 2019.
غير أن هَذَا العدد انخفض بنسبة 70% سنة 2020، وبلغ 97 ألفًا و572 بسبب تشديد القيود على السفر خلال جائحة (كوفيد). وبعد فتح الحدود وعودة حركة التنقل بين الدول سنة 2021، ظلّ عدد التأشيرات الممنوحة للمغاربة منخفضًا، إذ لم يتجاوز 69 ألفًا و408، ولن تصدر الأرقام المتعلقة بسنة 2022 إلا في يناير المقبل.
ونقلت وسائل إعلام مغربية عن مصدر قنصلي قوله إنه، تم، العام الجاري، رفض ما بين 70% و80% من طلبات تأشيرة شنغن. وعلى النقيض من ذلك، يرتقب أن يصل عدد ملفات التأشيرة الَّتِي سيتم معالجتها من طرف القنصلية العامة الاسبانية بطنجة، ما يناهز 100 ألف طلب عند متم العام الجاري.
وحسب بيانات جرى الكشف عنها في أثناء مراسيم الاحتفال باليوم الوطني الإسباني منتصف أكتوبر المنصرم، بفضاء القنصلية العامة الإسبانية -وبحضور عمدة مدينة طنجة- فإنَّ عدد طلبات التأشيرات، عرف تزايدًا بشكل لافت خلال السنة الجارية، لا سيَّما مع مطلع النصف الثاني من العام، الَّذِي عرف إعادة فتح الحدود بين المغرب وإسبانيا.
وتشير البيانات المتوفرة، إلى أنَّ عدد الملفات المتوقّع معالجتها هَذِهِ السنة، يمثل أحد أعلى المعدلات الَّتِي يتم تسجيلها على المستوى العالمي.
وسجلت سنة 2019، زيارة 900 ألف سائح مغربي لإسبانيا، فيما تجاوزت نفقاتهم 400 مليار سنتيم، في واحد من أعلى المعدلات المسجلة.
وكانت الوزيرة الفرنسية السابقة في عهد فرانسوا أولاند، نجاة بلقاسم فالو، قد كشفت في أثناء مشاركتها في فعاليات النسخة الرابعة عشر لمنتدى ميدايز، عن أنَّ هناك جهودًا حثيثةً، تقودها فعاليات وتبدلها قوى حية في البلدين، من أجل عودة الدفء إلى العلاقات الَّتِي تربط المغرب بفرنسا. وعبَّرت نجاة بلقاسم عن أملها في أن تُحافظ العلاقات المغربية الفرنسية على نفس الجودة الَّتِي طبعتها على الدوام، خصوصًا بعد الحديث عن أزمة صامتة بين الرباط وباريس.
