تواصل معنا

في الواجهة

بيروقراطية القنصليات المغربية تضع الشباب والقاصرين المغاربة بين شبح الجوع وطريق الإجرام

أفادت مصادر جيدة الاطلاع، أن العديد من الشباب بالديار الأوروبية وفي إسبانيا على وجه الخصوص يتخبطون منذ سنوات في مشاكل اجتماعية ونفسية خطيرة، سببها غياب وثائق ثبوتية وجوازات سفر تمكنهم من تسوية وضعيتهم القانونية، نظرا لغياب التدخل الإيجابي من طرف القنصليات المغربية مع حالات مثيلة.

وكشفت مصادر صحيفة “لاديبيش24” عن واقع مزري يعشيه هؤلاء الشباب، بحيث أن هناك جزء كبير من المغاربة الشباب الذين هاجروا قاصرين إلى إسبانيا عن طريق الهجرة السرية، وعاشوا تحت حماية مراكز اجتماعية بإسبانيا لوقت طويل، قبل أن يجدوا الشارع مصيرهم الأخير في هذه الأيام.

وهاجر هؤلاء المتضررين فيما مضى عبر طُرق “الحريك” المختلفة نحو الأندلس، قادمين من مناطق هشة اجتماعيا وفقيرة، كمناطق بالشمال منها القصر الكبير والرينكون، أو باقي مناطق المغرب بالغرب والنواحي، حيث أن المشاكل العائلية إحدى أهم الأسباب التي دفعت هؤلاء القاصرين إلى الهجرة، هروباً من واقع صعب، كتواجد أحد الوالدين في السجن أو لمرض أحدهما وغيرها من الأسباب القاهرة.
وتعود تفاصيل المشكل الذي يعيشه هؤلاء الشباب المغاربة اليوم، حسب مصادر “لاديبيش24″، أنه بعد سن الرشد القانوني وسقوط قانون الرعاية الاجتماعية الاسباني الذي يُمتعهم بكافة الحقوق، يتم اليوم طرد حالات عديدة، ولاسيما حالات الأشخاص الذين يشكلون مصدر مشاكل لإدارة مراكز الحماية الاجتماعية.
ويضطر هؤلاء القاصرين المغاربة الذين أصبحوا شبابا، إلى التقدم لإحدى القنصليات المغربية (بلدهم الأم) من أجل استصدار جواز السفر، والتي في غالب الأحيان ما تعرقل حصولهم عليها لأسباب بيروقراطية متعلقة ببعض الأخطاء في الوثائق الثبوتية وتلك المسجلة يوم إلحاقهم بمقرات الرعاية الاجتماعية، وبالتالي يبقى مصيرهم مجهول ببلد أجنبي.
وتوضح مصادرنا، أنه في ظل عدم التوفر على وثائق للإقامة من أجل العمل والعيش بشكل كريم، يضطر هؤلاء الشباب إلى اللجوء لممارسات إجرامية كالسرقة أو النشل ما يعرضهم لمسلسل آخر من المعاناة وضياع المستقبل إثر توقيفهم من قبل السلطات الإسبانية، وأحيانا قد تقودهم أفعال بسيطة للسجن.
واعتبرت مصادرنا، أن غياب التعامل الإيجابي وإيجاد حلول لهؤلاء الشباب المغاربة من طرف الإدارة المغربية المتواجدة على التراب الإسباني أو غيره، تدفعهم بشكل غير مباشر لسلوك طريق الإجرام وممارسات غير قانونية ما يفاقم حالاتهم الاجتماعية.

وأشارت ذات المصادر في حديثها لـ”لاديبيش24″، أن هناك حالات لشباب متضررين من الإجراءات البيروقراطية، تم اعتقالهم فقط بسبب محاولة سرقة كسرة خبز من نافذة منزل أو علبة “ياغورت” لسد الجوع.

وتناشد فعاليات مدنية مغربية بالديار الإسبانية، السلطات المغربية ووزارة المغاربة المقيمين بالخارج على وجه الخصوص، من أجل التدخل للحد من نزيف الضرر والضياع الذي يتعرض له شباب مغاربة في عمر الزهور، إذ الممكن أن يشكلوا مساهمة أخرى في العملة الصعبة بعد تسوية وضعيتهم والعمل ببلاد المهجر.

وتجدر الإشارة، أنه رغم الغياب الملحوظ للقنصليات المغربية في مبادرات اجتماعية تحمي هذه الفئة، تحاول فعاليات مدنية سد هذا الفراغ بمبادرات مُحفزة، كتلك التي قامت بها منظمة التحالف الدولي “بلا حدود” للحقوق والحريات مؤخراً، عن طريق إحداث “مطعم متنقل” من أجل ضم شباب مغاربة في مشروع يسد حاجتهم ويدمجهم اجتماعيا ومهنياً.

تابعنا على الفيسبوك