تواصل معنا

مجتمع

بعد زمن الجائحة.. هل تستمر جهود إيواء الأشخاص في وضعية الشارع؟‎

استنفرت متطلبات مواجهة فيروس «كورونا» وتداعياتها العديد من الفاعلين سواء الرسميّين أو منظمات المدني وحتّى الأفراد، حيث سعى كلٌّ منهم للمساهمة حسب طريقته وإمكانياته، إذ أطلق عددٌ من النشطاء على شبكات التواصل الاجتماعي، عريضةً إلكترونيَّةً، بموقع «أفاز» العالمي مُوجّهة إلى رئيس الحكومة سعد الدين العثماني، دعوا فيها إلى فتح المساجد والقاعات المغطاة، في وجه المُشرّدين بالمغرب قصد إعادة إيوائهم وحمايتهم من الوباء.

وتفاعلت السلطات المغربيَّة، مع هَذِهِ النداءات، بالتزامن مع فرض حالة الطوارئ الصحيّة، الَّتِي بموجبها، عُلّقت الرحلات الجوية الدوّليَّة والداخليَّة، كما مُنع السفر والتنقل بين المدن وأغلقت المدارس، والأنشطة الرياضية والثقافية، وتوقفت حركة خطوط القطارات والحافلات.

وأعلنت وزارة التضامن والتنمية الاجتماعية والمساواة والأسرة، أنَّها بادرت بتنسيق مع مؤسَّسة التعاون الوطني، ومع السلطات المحلية والمجتمع المدني والمحسنين إلى توحيد الجهود وتنفيذ إجراءات استعجاليَّة ميدانية بمدن طنجة، وجدة، إنزكان، أكادير، الدار البيضاء، الرباط، القنيطرة.. حيث انطلقت عمليات مشتركة لتجميع وإيواء المشردين في فضاءات عمومية لحمايتهم من عدوى (كوفيد -19) والتصدّي للجائحة.

وكشفت الوزارة، عن أن هَذِهِ البادرة تأتي في إطار الإجراءات الاحترازيَّة، ذات الصبغة الاستعجاليَّة المتّخذة لمواجهة الوضع الاستثنائي، الَّذِي تعيشه المملكة، وهي من صميم المساعدة الاجتماعيَّة الَّتِي تباشرها مؤسَّسة التعاون الوطني بتنسيق مع السلطات المحلية والجماعات الترابيَّة والمجتمع المدني.

وكذبت الوزارة الأرقام المتداولة في بعض وسائل الإعلام ومواقع التواصل الاجتماعي، بشأن تعداد الأشخاص في وضعية الشارع، مُشيرةً إلى أنَّ الَّذِينَ تم جمعهم وإحصاؤهم والعناية بهم هو 3473 شخصًا، 260 منهم تم تسليمهم لأسرهم، مرجحةً أن يكون هناك عشرات آخرين لم تشملهم العملية، لكن تأكّد ميدانيًا أنَّ العدد الإجمالي لهؤلاء الأشخاص في وضعية الشارع حوالي 4 آلاف شخص.

وكانت السلطات المحليَّة والأمنيَّة، قد نظمت حملة واسعة لتجميع الأشخاص الَّذِينَ يعيشون وضعية الشارع، بهدف نقلهم إلى مركز الإدماج الاجتماعيّ في منطقة الزياتن، بالتزامن مع موجة البرد وانخفاض درجات الحرارة، الَّتِي تعرفها طنجة في فصلي الخريف والشتاء، الأمر الَّذِي يزيد من معاناة الأشخاص في وضعية الشارع الَّذِينَ يفترش أغلبهم الأرض.

وأسفرت هَذِهِ الحملة عن نقل نحو 40 شخصًا في وضعية الشارع إلى المركز المذكور، أغلبهم قاصرون ينحدرون من الأحياء المجاورة لكورنيش البلايا، والمدينة القديمة.

وفي ذات السياق، تعبأ فاعلون جمعويون بمدينة طنجة في مبادرة من أجل توفير شقق خاصة لمبيت المتشردين، مع تجهيزها ببعض المستلزمات الضرورية، مع الالتزام بتوجيهات وزارة الصحة، في أفق استقبال فئات من الأشخاص في حالة الشارع، ووجهت المبادرة دعوات للمحسنين قصد تمكينها من المستلزمات الضروريّة لإيواء المستفيدين، وهو ما أثمر عن تجهيز عددٍ من الشقق الَّتِي خُصّصت لهَذَا الغرض بعاصمة البوغاز.

وانتقدت منظمة «ما تقيش ولدي» العملية، معتبرةً أنها تفتقد لتصنيف المستهدفين، الَّذِينَ حددتهم في ستة أصناف: «الأطفال في نزاع مع القانون – الأطفال في وضعية الشارع – الأطفال في وضعية صعبة – الأطفال المتخلى عنهم في هَذِهِ الظروف الصعبة – الأطفال المشردون – الأطفال ضحايا الإدمان».

وأشارت المنظمة، في بيان لها حول الموضوع، إلى أنَّه «لا يمكن بأيّ حال من الأحوال تكديس هؤلاء بشكل عشوائي بمركزٍ واحدٍ، بل وجب توزيعهم على مراكز متعدّدة والتعامل معهم بمقاربات مختلفة وتوزيعهم في أماكن مختلفة ومتباعدة وطنجة بها من المراكز ما يكفي لذلك، فمثلا لدينا -مركز الصداقة- مركز حماية الطفولة المغلق والجاهز لاستقبال الأطفال، والقاعة الرياضية المغطاة الزيات، والقاعة المغطاة قرب مسجد بدر -مركز الزياتن- والبناية الَّتِي جهزها المجتمع المدني بطنجة لإيواء المشرّدين.

تابعنا على الفيسبوك