تواصل معنا

مقالات الرأي

بداية تأسيس نمط جديد من البيع والشراء في المغرب

أدَّى الإغلاقُ الفعليُّ للمتاجر بالمغرب –لعدة أشهر، وذلك في إطار التدابير الاحترازيّة المُتّخذة من طرف السلطات، للحد من انتشار وباء «كورونا»– إلى تغيير مجموعةٍ من الأحكام المُسبقة، الَّتِي كان مسلمًا بها من قبل المستهلكِ المغربيِّ، والمُتعلّقة بالأساس في الخوف وعدم الثقة في عمليات الشراء عبر الإنترنت.

لقد مكَّنت الأزّمة الصحيّة العالميّة، الَّتِي حدثت في عام 2020، من تغيير جوانبَ عدّةٍ، في نمط وطبيعة الاستهلاك ما قبل «كورونا» أو بعدها، مثال على ذلك «التجارة الإلكترونيّة»، فخلال أشهر الإغلاق تمكَّنت التجارة عبر الإنترنت، من التأثير في عموم المستهلكين، بالرغم من أنَّها لم تصل في المغرب إلى مستويات كبيرة، لكن ما تحقّق يدخل في خانة التأسيس لهَذَا النمط الجديد من البيع والشراء باستخدام الإنترنت.

وكسَّرت المبيعات –عبر الإنترنت– الحواجزَ والتخوّفاتِ الَّتِي كانت لدى العديد من المُشترين، فالبعضُ لم يكن واثقًا في الشراء عبر الإنترنت، ويُفضّل الذهاب للتسوّق من المتجر؛ والبعضُ الآخر كان يُفضّل أن يرى المنتج بأمّ عينه ويلمسه ويتقايض حول ثمنه قبل شرائه؛ فيما الفئاتُ العمريّةُ الكبيرة في المغرب تعتبر أنَّ الأمرَ مُعقّدٌ.. ومع ذلك، بتوقّف التجارةِ التقليديَّةِ لأشهر والحاجة إلى التوسّع والتأثير وجذب زبناء جُددٍ، اضطر المهنيّون للتوجه إلى منصات التواصل الاجتماعيّ، والوسائط الفوريّة، والمتاجر الإلكترونيّة؛ حيث إنَّ الإقبالَ الكبيرَ على هَذَا النمط الجديد، انتقل إلى التأثير بشكل مُباشرٍ في المستهلك، الَّذِي تفاعل مع الموجة الجديدة، وتأقلم مع الواقع الَّذِي فرضته الجائحة، وانتقل بدوره إلى الإنترنت وتصفّح المنتجات والشراء.

لقد مثَّل «كوفيد -19» ثورةً بالفعل من خلال الترويج لتغيير جذري في عادات الشراء، ومَنَح العديدَ من المستهلكين الفرصةَ لتجربة نمطٍ جديدٍ لم يُفكّروا فيه، كما يتضح من تصريحات الأشخاص الَّذِينَ خاضوا تجربتهم الأولى في الشراء عبر الإنترنت في شهر مارس 2020، والتسوّق وشراء منتجات منزليّة، أو أثاثٍ، أو ملابس… حيث ستعمل الثورةُ الجديدةُ إلى نموّ التجارة الإلكترونيّة، خلال الاثني عشر شهرًا المقبلة.

لقد تطوّر المستهلكُ وأسرع كثيرًا ممَّا كان عليه في السنوات السابقة، ولهَذَا السبب يجب أن ينظرَ التجّارُ والمهنيّون والشبابُ (أصحاب المقاولات المتوسطة والصغيرة) في بيئة التجارة عبر الإنترنت، ويعملوا على تقديم أفضل الخِدْمات للعملاء والزبائن العالميّين والمحليّين، ولعلّ التجربةَ الصينيَّةَ تكون مرشدًا لأيِّ طامحٍ في اقتحام عالم الإنترنت.

أنوار المجاهد

تابعنا على الفيسبوك