ثقافة
المعهد الثقافي الفرنسي بطنجة :معرض “الشجرة التي تخفي الغابة” لإلياس سلفاتي”
الافتتاح بحضور الفنان، يومَ الجمعة فاتح نونبر في الساعة السابعة والنصف مساء، برواق كاليري ديلاكروا للمعهد الثقافي الفرنسي بطنجة.
يتواصل المعرض من فاتح نونبر إلى فاتح دجنبر
تكشف أعمال إلياس سلفاتي، المعروضة في هذه السلسلة، عن حوار متشابك الخيوط بين الحيوانية والعضوية والطبيعة البِكْر. يستكشف الفنان الطبيعة منخرطة في حركة دائبة، تسكنها أطياف متلاشية ضمن تشكيلات تتلاعب فيها الظلال بالضوء. ويحملنا في عالم تتحرك فيه الأشكال الحيوانية في فضاء غير محدد المعالم، أقرب إلى فضاء حُلُمي، وإن ظل دائما مسكونا بحيوية جذَّابة.
يخلخل سرفاتي الحدود بين التجريد والتشخيص، مراهنا على الالتباس البصري، حيث ترسم الخطوط طريقا بين الواقعي والخيالي، مانحة المُشاهِدَ حريةَ التأويل، كي يبتكر حكاياتِه الخاصةَ عبر الأشكال.
وتذكِّرُنا حيواناتُه، من خيل وظباء وغزلان…بملامحها الواضحة أحيانا، والمتلبِّسَة أحيانا أخرى بمناظر طبيعية متخيَّلَة، أن كل شيء في هذا العالم، مترابِط وفي حركة دائبة. يلتقط إلياس بحساسية متفردة جوهر هذه الكائنات، ويدعونا لإعمال الفكر عميقا حول مكانتنا في هذا العالم الذي نتقاسمه مع الآخر. ويقترح علينا بذلك رحلة حسية وفلسفية لسبر أغوار الطبيعة، عبر الأشكال والألوان والخطوط. يعرض علينا باختصار أعمالا في المتناول ولكنها بالغة التعقيد.
أمين بوسحابة
إلياس سلفاتي
يعد إلياس سلفاتي من أبرز الأسماء في المشهد الفني المعاصر، وأحد أفضل الممثلين المغاربة لما يُعرَف بالتشخيصية الجديدة. وسواء حكت لوحاته المرسومة، في ملامستها التجريد، وتهذيبها حد الصفاء المطلق، الطبيعةَ أو الإنسان أو الكراهية أو الحب، فإنها تربك المشاهد وتثير فضوله فيما هي تفتنه وتسحره. يستكشف إلياس سلفاتي أوجه التفاعل بين الإنسان والطبيعة، مبرزا قوة هذه العلاقة وهشاشتها. وإذا كان عالمه المسكون بالكائنات الأسطورية وبالغابات العميقة قد غدا مألوفا لدينا، بفضائه المتخيَّل المأهول بوحيش عجيب، فإن تشكيلاته النباتية وبعض من الطبيعة الغنائية، ما زالت لها مكانتها في هذا العالم. ذلك أن الفنان يحرص بشدة على الإبقاء على بعض الالتباس، منتقلا من القوة المهيبة للطبيعة البكر كما مثلتها مجموعة “الغابة”، إلى الغضب الأعمى في “سنغريتا”، وأخيرا إلى نوع من السكينة الهائدة في “هانا “. تثير أعماله، بطابعها الأدْنَويِّ، الدهشة وزخما من المشاعر، وتفرض الصمت والاستبطان عبر ضخامتها الهشة.
ولد إلياس سلفاتي في طنجة عام 1967. وبعد تخرجه من مدرسة الفنون الجميلة في تطوان، تابع دراسته في كلية الفنون الجميلة بجامعة مدريد، حيث درس تقنيات المطبوعات بين عامي 1992 و1994. بالموازاة مع ذلك، واصل سلفاتي إثراء معارفه، مستفيدا من دروس في السيريغرافيا بمدرسة الفنون الغرافية بمدريد عام 1993، وشارك في ورشات الحفر مع الفنان الإسباني الشهير جيراردو أباريسيو. وفي عام 1993، حظي بدعوة للمشاركة في ورشة نظمتها جامعة مدريد في إلإسكوريال بإشراف الفنان خوسيه هيرنانديز.
يعيش سلفاتي متنقلا بين طنجة ومدريد، بعد أن جاب عواصم الفن كباريس ودبلن ولوس أنجلوس ونيويورك. بدأ رحلته في عالم المعارض الفردية بطنجة عام 1987، لتتوالى بعدها معارضه في المغرب وخارجه، ومن أبرزها في رواق أدورا كالفو في سلامنكا، ورواق شارت بالدار البيضاء عام 2007، ورواق تيري مارشان في باريس عام 2009، ورواق أتيليه 21 في الدار البيضاء عام 2011، ورواق تالمارت في باريس عام 2013، ورواق محمد الدريسي بطنجة عام 2013، ورواق كنت بطنجة عام 2018، ورواق آرتوريوم، مؤسسة TGCC بالدار البيضاء عام 2019، ورواق باب الرواح بالرباط عام 2022.
تحضر أعماله ضمن العديد من المجموعات الخاصة والعامة، منها الكالكوجرافيا الوطنية التابعة للأكاديمية الملكية الإسبانية للفنون الجميلة، ومتحف المفوضية الأمريكية في طنجة، والمركز الإفريقي في مدريد، والمكتبة الوطنية بمدريد.